للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووافق الفراغ من تأليفه في أشرف المكان، وأبرك الزمان (١)، وذلك في مكة المعظمة، وفي شهر رمضان، في أوائل القرن الثامن من الهجرة المحمدية.

أعطانا الله تعالى خيرها وخير أهلها وخير ما فيها، وكفانا شرَّها وشرَّ أهلها وشرَّ ما فيها، وسلمنا من الأفعال والأقوال الخارجة الرَّدية.

وكان اختيار المؤلف أن يكون هذا الكتاب كله في حق من خرج عن السنة وابتدع، فجعل الله تعالى ذلك فيه، وشيئًا من التفسير، والأحاديث، والزهد، وأخبار أهل الشَّره والطمع، وكنت أريد أكتب شيئًا، فيذهب الله تعالى بذلك الشيء، ويلقى في بالي غيره، ويُسهِّل عليَّ ما سمعته من الفقهاء المرضية، ومن الفقراء المتبعين لخير البرية صلى الله عليه وعلى آله وأقاربه وأزواجه وذرياته أهل الدين، والورع والأخلاق الرضية، وعلى أصحابه: أهل الشجاعة والكرم المشبهين بالنجوم المضيئة.

الحمد لله الذي وفَّقني لجمعه، وأعانني عليه، وأسأله أن يجمع أمري على التقوى، ولا يجعله حجة عليَّ يوم أقف بين يديه، اللَّهم سهل لنا طريقًا توصلنا إليك، وارزقنا الراحة في قلوبنا بالتوكل عليك، مثبتين في (٢) خدمتك، محققين بمعرفتك، متبعين لسنة رسولك، وارثين عنه، آخذين منه يا ربَّ العالمين، وافعل ذلك بالوالدين والأقربين، وبجميع الأصحاب والأحباب والمسلمين، والله على كل شيء قدير، والحمد لله رب العالمين وصلواته ورحمته وبركاته على سيد المرسلين، وعلى جميع النبيين، وعباد الله الصالحين.

من قرأ في أول هذا الكتاب، عذر المؤلف، ولم يكثر العتاب. حيث قال المؤلف:

تمسَّك بحبل الله واتَّبع الهدى … ولا تكُ بدعيًّا لعلك تفلِحُ


(١) في (ب): المكان.
(٢) في (خ): على.

<<  <  ج: ص:  >  >>