للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السِّر عن النظر إليها، ومرفوع الهمة عن الاعتماد عليها، إنك على كل شيء قدير.

اللَّهم، الطف بنا في قضائك، وأوزعنا شكر نعمائك، وصبرنا على بلائك، واجعلنا من أحبابك.

اللَّهم، أقبل بقلوبنا عليك، واجعلنا من المستسلمين لإلهيتك، ومن الدائمين بين يديك، وأرحنا من كل تدبير لنا (١) معك أو عليك، وأخرج ظلمات التدبير من قلوبنا، وأشرق نور التفويض في أسرارنا حتى نعلم أنه لن يصيبنا إلا ما كتبت لنا، ولا نعطى إلا ما قسمت لنا، وأشهدنا حسن اختيارك لنا حتى يكون ما تقضيه فينا، وتختاره لنا، أحب إلينا من اختيارنا لأنفسنا.

اللَّهم، إنك دعوتنا إلى الانقياد إليك، وإلى الدوام بين يديك، وإنا عن ذلك عاجزون إلا أن تُقدِّرنا، وضعفاء إلا أن تقوِّينا، فوفقنا إلى ما به أمرتنا، وأعنا على الانكفاف عما عنه نهيتنا.

اللَّهم، إنك قدرت كلَّ شيء (قبل وجود كلِّ شيء) (٢)، وقد علمنا أنه لا يكون إلا ما تريد، وليس هذا العلم نافعًا لنا إلا أن تريد، فزدنا بعنايتك، واجعلنا من أهل ولايتك، يا خير الموالي دعاك بئس العبيد.

اللَّهم، اسلك بنا مسالك أولي الألباب، ورقنا إلى درجة (٣) الأحباب، واحفظ قلوبنا من الركون إلى غيرك، واحرسها من الزيغ والارتياب، وثبِّتها على طاعتك وسنة رسولك تسليمًا كثيرًا وعلى الآل والأقارب والأصحاب، وعلى التابعين ممن أطاع ربه وعمل بسنة نبيه وحبيبه ثم أناب.

واعلم أيها المؤمن! أن الله أمرك بخدمته، وضمن لك ما قدَّره لك من قسمته، فأهملت ما أمرك به من طاعته، وشككت فيما


(١) في (خ): تدبيرنا.
(٢) ليست في (ق).
(٣) في (ق): درجات.

<<  <  ج: ص:  >  >>