للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلهي، أنت الذي تفضلت بالإحسان من قبل توجه (١) العابدين، وأنت الجواد بالعطاء من قبل طلب الطالبين.

إلهي، اطلبني (٢) برحمتك حتى أصل إليك، واجذبني بمنتك حتى أقبل عليك، يا من احتجب في سرادقات عرشه (٣) عن أن تدركه الأبصار، يا من تجلى بكمال بهائه فتحققت عظمته، الأسرار كيف تخفى وأنت الظاهر؟ أم كيف تغيب وأنت الرقيب الحاضر؟

إلهي، بروزي في الآثار يوجب بُعد المزار، فاجمعني عليك بخدمة، توصلني إليك.

إلهي، ذلي قد ظهر بين يديك، وحالي لا يخفى عليك، منك أطلب الوصول إليك، وبك أستدل عليك، فاهدني بنورك إليك، وأقمني بصدق العبودية بين يديك.

إلهي، عميت عينٌ لا تراك عليها رقيبًا، وخسرت صفقة عبدٍ لم تجعل له (من حبك) (٤) نصيبًا.

إلهي، أمرت بالرجوع إلى الآثار، فارجعني إليها بكسوة الأنوار، وهدى الاستبصار حتى أرجع إليك منها، كما دخلت منك إليها: مصون


(١) في (ب): توبة.
(٢) في (ب): أظلني.
(٣) يرِدُ ذكر سرادقات العرش في أثر منكر جدًّا، ضعيف الإسناد، أخرجه الدارمي في «النقض على المريسي» (١١٤)، وأبو داود في «الزهد» (١٦٨)، والطبراني في «الكبير» (٨٨٨٦) عن ابن مسعود قال: إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار، نور السموات من نور وجهه، وإن مقدار كل يوم من أيامكم عنده ثنتا عشرة ساعة، فتعرض عليه أعمالكم بالأمس أول النهار، اليوم فينظر فيها ثلاث ساعات فيطلع فيها على ما يكره، فيغيظه ذلك، فأول من يعلم بغضبه الذين يحملون العرش يجدونه يثقل عليهم، فيسبحه الذين يحملون العرش، وسرادقات العرش، والملائكة المقربون، وسائر الملائكة.
(٤) في (ق): منك.

<<  <  ج: ص:  >  >>