بفضله، ويبعد من بعدله، لا رادَّ لقضائه، ولا معقب لحكمه، ولا غالب لأمره.
والقرآن العظيم أنزله على نبيه وحبيبه ﷺ، وصدَّقه المؤمنون، وتحققوا أنه منزل غير مخلوق، فمن زعم أنه كلام البشر فقد كفر، وقد أوعدَ الله تعالى سقَر لمن قال: ﴿إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (٢٥)﴾ [المدثر: ٢٥]، فمن بصَّره الله اعتبر، ومن مثَّل هذا القول انزجر.
والرؤية حق لأهل الجنة بغير إحاطة ولا كيفية.
سئل أبو حنيفة ومالك رحمة الله عليهما: كيف استوى الله سبحانه على العرش؟ قالا: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة (١).
والرؤية حقٌّ؛ لقوله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)﴾ [القيامة: ٢٢ - ٢٣]، ولما صحَّ في الأخبار المتواترة، وما جاء في الحديث عن رسول الله ﷺ فهو كما قال، ومعناه على ما أراد، لا ندخل في ذلك متأوِّلين بآرائنا، ولا متوهِّمين بأهوائنا، فإنه ما سلم في دينه إلا من سلم لله ﷿، ولرسوله ﷺ.
ونؤمن بما جاء به رسول الله ﷺ على مراد رسول الله ﷺ، فتأويل الرؤية والاستواء والنزول والكلام وكل معنى يضاف إلى الربوبية؛ ترك التأويل ولزوم التسليم على ذلك دين المرسلين وعباد الله الصالحين، فنعتقد أن الله سبحانه اتخذ إبراهيم خليلًا وموسى كليمًا.
وأهل الإيمان هم أولياء الرحمن، وأكرمهم عند الله أتقاهم، وهو العامل بالسنة والقرآن، ومن خرج عن حكمهما فهو أشقاهم، قد غلب عليه الشقاء والخذلان.
فطوبى لعبد قدَّر الله تعالى على يده الخير والتقى والإحسان، والويل