للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونؤمن أيضًا بالبعث بعد الموت، وبموت من في السموات والأرض إلا من شاء الله بنفخة إسرافيل في السور، وبنفخته الثانية يقوم من في السموات ومن في الأرض، ويبعث الله سبحانه من في القبور.

ونؤمن بإخراج أهل الكبائر من النار بشفاعة النبيِّ المختار، وبدوام العذاب على الزنادقة المعطلين والكفار، وبالخلود في الجنة لأهلها من الأنبياء والأولياء الأخيار، وزادهم الحق سبحانه النظر إلى وجهه الكريم؛ زيادةً على ما أعد لهم فيها من النعيم المقيم، صح ذلك في الأخبار.

والمعراج حقٌّ، وقد أسري بشخص النبي في اليقظة إلى السماء إلى حيث شاء الله من العُلى، وأكرمه بما شاء وأوحى إليه ما أوحى، وأكرمه بالحوض المورود، غياثًا لأمته من العطش الأكبر، وأنطق له الجامدات، وانشق له القمر، وكلمه الذئب والبعير والشاة المسمومة، ونزل بدعائه في الحر الشديد الغيثَ والمطر، وتفل في الماء المالح فكثر بعد قلته وصار عذبًا، صحَّ ذلك في الأخبار (١).

ونؤمن بأخذ الإنسان كتابه من وراء ظهره، وبيمينه، وفي اليسار؛ هذا في وقت العرض.

ونؤمن أيضًا بتبديل السموات والأرض، وأن الله على كل شيء قدير، ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير، غني عن جميع الكائنات، وكل شيء إليه فقير، استوى على العرش غير محتاجٍ إليه، فمن قال غير هذا القول فقد افترى عليه، ولا يفنى ولا يبيد، ولا يكون أبدًا إلا ما يريد.

ومن وصف الحق سبحانه بمعنى من معاني البشر فقد أخطأ وكفر، واحدٌ لا شريك له، لا شيء مثله، ولا شيء يعجزه، ولا إله غيره، قديم بلا ابتداء، دائم بلا انتهاء، لا تبلغه الأوهام، ولا تدركه الأفهام، ولا تشبهه الأنام، خالق بلا حاجة، رازق بلا مؤنة، باعث بلا مشقة، يقرب من يشاء يشاء


(١) تقدم تخريج ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>