للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة: ٣].

قال بعض اليهود لعمر بن الخطاب : لو أنزلت هذه الآية علينا؛ لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا. قال عمر: والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت (فيه هذه الآية) (١) على رسول الله : عشية عرفة في يوم جمعة، فاجتمع في ذلك اليوم عيدان (٢).

فاشكر الله أيها المؤمن! الذي مَنَّ عليك بذلك، وجعلك من خير الأمم، ولا تكثر المعاصي خوفًا من زوال هذه الخيرات والنعم؛ لأن الشكر هو العمل الصالح، قال الله تعالى: ﴿اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا﴾ [سبأ: ١٣]. ولما عوتب صلوات الله عليه وسلامه على كثرة اجتهاده وبكائه؛ وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال: «أفلا أكون عبدًا شكورًا؟» (٣).

وقال الله سبحانه في حقِّ نوح : ﴿إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا﴾ [الإسراء: ٣] قال المفسرون: كان يشكر الله على (٤) كل حال من نفع أو ضرٍّ (٥).

وقال : «ينادى يوم القيامة: ليقم الحمادون، فتقوم زمرة، فينصب لهم لواء ويدخلون الجنة». وقيل: وما الحمادون؟ قال: «الذين يحمدون الله على كل حال» (٦).


(١) ليست في (خ، ب).
(٢) أخرجه الحميدي في «مسنده» (٣١)، وأحمد في «مسنده» ١/ ٢٨ (١٨٨)، وعبد بن حميد في «مسنده» (٣٠)، والبخاري في «صحيحه» (٤٥)، ومسلم في «صحيحه» (٣٠١٧)، والترمذي في «جامعه» (٣٠٤٣)، والنسائي في «المجتبى» ٥/ ٢٥١ (٣٠٠٢)، وفي «السنن الكبرى» (٣٩٩٧).
(٣) سبق تخريجه.
(٤) في (ق): في.
(٥) انظر «تفسير ابن أبي حاتم» (١٣٥٥٦).
(٦) طَرَف من حديث أخرجه عبد بن حميد في «مسنده» (١٥٨١) من حديث أسماء بنت يزيد، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» ٦/ ٦٢ مطولًا من حديث عقبة بن عامر.
وضعفه الألباني في «السلسلة الضعيفة» (٦٠١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>