للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتيبس الأعضاء، وتعوقها عن الطاعة؛ لقوله تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾ [الشورى: ٣٠]. وأيُّ مصيبةٍ أعظمُ من ترك الصلاة، والمخالفة لله تعالى، ومن تفرُّقِ العبد عن سيده وخالقه ومولاه.

ويجب على المسلم المواظبة على الجمعة والجماعة، ليهوِّن الله عليه أهوال يوم الساعة، ويحشره مع صاحب المعجزات والشفاعة.

اعلموا أهل الإيمان! أنَّ الجمعة والجماعة هي طريق رسول الله ، وطريق الصحابة، والتابعين لهم بإحسان.

سئل ابن عباس عن رجل يصوم النهار، ويقوم الليل؛ إلا أنه لا يأتي الجماعة ولا الجمعة، فقال: هو في النار (١).

عن ميمون بن [أَبي] شبيبٍ قال: تهيأت للذهاب إلى الجمعة زمن الحجاج، فقلت: أين أذهب، أصلي خلف هذا؟ فقلت مرة: أذهب، ومرة: لا أذهب، فأجمع رأيي على الذهاب، فناداني منادٍ من زاوية البيت: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ [الجمعة: ٩]، قال: وجلست مرةً أكتب كتابًا، فعرض لي شيء، إن أنا كتبته زيَّن كتابي؛ وقد كنت كذبت، وإن أنا لم أكتبه، كان في كتابي بعض القبح؛ وقد كنت صدقت، فقلت مرة: أكتب، ومرة: لا أكتب. فأجمع رأيي على تركه، فتركته فناداني منادٍ من زاوية البيت: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ﴾ [إبراهيم: ٢٧] (٢).

ولا ينبغي للمؤمن أن يتهاون بالصلاة في الجماعة؛ لأجل العيال، ويحيلهم على الكبير المتعال، لكي لا يدخل الخلل في كسبه؛ ويخرج عن


(١) أخرجه الترمذي في «سننه» (٢١٨)، وضعفه الألباني في «ضعيف سنن الترمذي» (١٦٢).
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (٥٤٤٥)، وأحمد في «الزهد» (ص ٣٥١) عن ميمون بن أبي شبيب، وهو تابعي فاضل قتل في وقعة دير الجماجم سنة (٨٣) رحمه الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>