للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يخالف إخوانه ويفتح على نفسه أبواب الرخَص فيضيع وقته، فيهلك مع جملة الهالكين.

كان شيخُنا يقول: ما أَقلَّ بركةَ مالٍ وقع فيه أيدي النَّاهبين.

وعن عائشة قالت: لما مات عثمان بن مظعون كشف النبي الثوب عن وجهه، وقبَّل بين عينيه، وبكى بكاءً طويلًا، فلما رفع على السرير قال: «طوبى لك يا عثمان، لم تلبسك الدنيا ولم تلبسها» (١) رواه البغويُّ، واسمه: عبد الله.


(١) أخرجه أبو الحسن الطيوري في «الطيوريات» ٣/ ٩٢٠ من طريق عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا محمد بن عبد الواهب الحارثي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن عائشة ، قالت: لما مات عثمان بن مظعون كشف النبيُّ الثوب عن وجهه، وقبَّل بين عينيه، ثم بكى طويلًا، فلما رُفع السرير، قال: «طُوبى لك يا عثمان! لم تلبَسْكَ الدنيا ولم تلبسها».
وقال الطيوري: غريب من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري، عن القاسم بن محمد، تفرد به محمد بن عبد الله بن عبيد، والله أعلم.
وأخرجه ابن عبد البر في «التمهيد» ٢١/ ٢٢٤، وابن الجوزي في «المنتظم» ٣/ ١٩١ من طريق البغوي وهو أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي (ت: ٣١٧ هـ)، به.
وقال ابن عبد البر في «الاستذكار» ٣/ ١٢٠: وقد رويناه متصلًا مسندًا من وجه صحيح حسن، ذكرتُه في «التمهيد» من حديث يحيى بن سعيد، … فساقه.
قلتُ: كذا قال ، والصواب أن إسناده ضعيف جدًّا من أجل محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، فقد ضعفه ابن معين، وقال: ليس بثقة. وقال: ليس حديثه بشيء. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال مرة: متروك.
وقد ورد هذا الحديث مختصرًا بإسناد أحسنُ حالًا من هذا، فأخرجه أحمد ٦/ ٤٣ و ٥٥ و ٢٠٦، وابن ماجه (١٤٥٦)، وأبو داود (٣١٦٣)، والترمذي (٩٨٩)، وفي «الشمائل» (٣٢٦) من طريق عاصم بن عبيد الله، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت: قبَّل رسول الله عثمان بن مظعون وهو ميت، فكأني أنظر إلى دموعه تسيل على خديه.
وقال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح.
قلتُ: عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب ضعَّفه ابن معين، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث. ومدار الحديث عليه، لهذا جزم الألباني بضعفه في «سلسلة الأحاديث الضعيفة» (٦٠١٠)، والله أعلم. (ت)

<<  <  ج: ص:  >  >>