وقال الطيوري: غريب من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري، عن القاسم بن محمد، تفرد به محمد بن عبد الله بن عبيد، والله أعلم. وأخرجه ابن عبد البر في «التمهيد» ٢١/ ٢٢٤، وابن الجوزي في «المنتظم» ٣/ ١٩١ من طريق البغوي وهو أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي (ت: ٣١٧ هـ)، به. وقال ابن عبد البر في «الاستذكار» ٣/ ١٢٠: وقد رويناه متصلًا مسندًا من وجه صحيح حسن، ذكرتُه في «التمهيد» من حديث يحيى بن سعيد، … فساقه. قلتُ: كذا قال ﵀، والصواب أن إسناده ضعيف جدًّا من أجل محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، فقد ضعفه ابن معين، وقال: ليس بثقة. وقال: ليس حديثه بشيء. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال مرة: متروك. وقد ورد هذا الحديث مختصرًا بإسناد أحسنُ حالًا من هذا، فأخرجه أحمد ٦/ ٤٣ و ٥٥ و ٢٠٦، وابن ماجه (١٤٥٦)، وأبو داود (٣١٦٣)، والترمذي (٩٨٩)، وفي «الشمائل» (٣٢٦) من طريق عاصم بن عبيد الله، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت: قبَّل رسول الله ﷺ عثمان بن مظعون وهو ميت، فكأني أنظر إلى دموعه تسيل على خديه. وقال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح. قلتُ: عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب ضعَّفه ابن معين، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث. ومدار الحديث عليه، لهذا جزم الألباني بضعفه في «سلسلة الأحاديث الضعيفة» (٦٠١٠)، والله أعلم. (ت)