للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى دار الخلود، والاستعداد للموت قبل نزوله (١)، فمن عُدم هذا النور وقع في ظلمات الجهل، والتهى بدار الغرور.

سئل معروف الكرخي عن أولياء الله تعالى كيف قدروا على الطاعة؟ قال: بإخراج الدنيا من قلوبهم، ولو كانت في قلوبهم ما صحَّت لهم سجدة (٢).

وقال الحسن البصري : والله ما عُبدت الأصنام بعد معرفة الرحمن إلا لحب الدنيا (٣).

وقال حامد اللَّفَّاف: من شاء صدقني، ومن شاء كذَّبني، وإنه لا يستحق الرجل عبادة ربه ومعه خصلتان: قدر الشيء، وقدر النفس (٤).

قال المؤلف: متى عظَّم الإنسان نفسه ودنياه كان محقورًا عند خالقه ومولاه؛ لأنه عظَّم ما قلله الله، فحينئذٍ لا يعد من السعداء، ولا يفلح هذا العبد أبدًا، فمن تطهَّر من تعظيم نفسه، ومن حب هذه الدنيا الدنيئة؛ يجد حلاوة الطاعة، وتزكو له الأعمال الدينية، ويحبه الله تعالى، ويحببه لخلقه، ويلحقه بخير البرية.

فقد جاء في الحديث: «إن حب الدنيا وحب الله لا يجتمعان في قلب عبدٍ أبدًا» (٥). و: «إنَّ حبَّها رأسُ كل خطيَّة» (٦)؛ فمن


(١) انظر «الجامع لأحكام القرآن» ١٥/ ٢٤٧.
(٢) أخرجه أبو عبد الرحمن السلمي في «طبقات الصوفية» (ص ٨٥).
(٣) لم أقف عليه. وحامد اللفاف من تلاميذ حاتم الأصم، له بعض الأقوال والروايات في الزهد، ولم أجد ترجمته.
(٤) لم أقف عليه.
(٥) ليس بحديث، وذكره الغزالي في «الإحياء» ٤/ ٣٢٦ قال: وفي أخبار داود: إن الله تعالى أوحى إليه: تزعم أنك تحبني، فإن كنت تحبني فأخرج حبَّ الدنيا من قلبك؛ فإنَّ حبى وحبها لا يجتمعان في قلب.
(٦) أخرجه البيهقي في «الشعب» (١٠٥٠١)، وقال الألباني في «الضعيفة» (١٢٢٦): موضوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>