للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمل الفجار، ويطلب منازل الأخيار، لكن يجب على العبد أن يجتهد في التوبة، وقصر الأمل، ثم يسأل الله تعالى الجنة، وما قرب إليها من قول وعمل.

وقد طوَّلنا هذا الباب عسى أن ترجع هذه النفس خُطَيوة (١) مما هي عليه من حب الدنيا، ومما يسوِّد وجهها يوم القدوم على الله سبحانه، وحين (٢) تقف بين يديه، وعجبٌ إن رجعت لشقوتها؛ ولأن الدنيا في قلبها قد رسخت، وعلامات الشقاء في وجهها قد ظهرت، ونجوم سعادتها قد أَفَلَت.

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : «أربع من الشقاء: جمود العين، وقسوة القلب، والحرص على الدنيا، وطول الأمل» (٣).

قال مالك بن دينار رحمة الله عليه: البدن إذا سقم لا ينجع فيه طعام ولا شراب، والقلب إذا علق فيه حب الدنيا لا تنجع فيه المواعظ (٤). فالويل


(١) في (ق): قليلا.
(٢) في (ق): يوم.
(٣) أخرجه ابن عدي في «الكامل» ٣/ ٢٤٨، وأبو نعيم في «الحلية» ٦/ ١٧٥، وضعفه الألباني في «ضعيف الجامع» (٧٥٨).
(٤) أخرجه أبو نعيم في «الحلية» ٢/ ٣٦٣، والبيهقي في «الزهد الكبير» (٢٥١) به.

<<  <  ج: ص:  >  >>