للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وقال الذهبي في «العبر» ٣/ ٣٦٤: الزاهد الواعظ المذكي، روى عن السخَّاوي، وسكن القاهرة، وكان لكلامه وقع في القلوب، لصدق كلامه، وإخلاصه، وصدعه بالحق، توفي في الحمام عن سبع وثمانين سنة وشهرٍ. وقال في «تاريخ الإسلام» ١/ ٢٩٧: كتب عنه: البَرْزالي، والمصريون. وسكن القاهرة دهرًا. وكان له مسجد هو شيخه وإمامه، فكان يجلس فيه، ويقص على الناس، ويخوف ويحذر، ولكلامه وقع في النفوس. وكان زاهدًا، عابدًا، أمَّارًا بالمعروف، قوَّالًا بالحق، حلو العبارة، ولأصحابه فيه عقيدة ومغالاة. وله شعر في التصوف والزهد. ورأيت كلَّ من عرفه يعظِّمه، ويثني عليه، وعلى طريقته، رحمة الله عليه، وعليه مآخذ في عباراته.
وقال الصفدي في «الوافي بالوفيات» ٦/ ٩٥: أخبرني الشيخ الإمام العلامة أثير الدين أبو حيَّان من لفظه قال: رأيت المذكور بالقاهرة، وحضرت مجلسه أنا والشيخ نجم الدين ابن مكي، وجرت لنا معه حكاية، وكان يجلس للعوام يذكرهم، ولهم فيه اعتقاد، وكان يروي شيئًا من الحديث، وله مشاركة في أشياء من العلم وفي الطب وله شعر. قال: ولما مرِضَ مَرَضَ موته أمر أن يخرج به حيًّا إلى مكان مدفنه ظاهر القاهرة بالحسينية، فلما وصل إليه قال له: قُبَيْرُ جاءك دُبَيْر! وتوفي بعد ذلك بيوم أو يومين سنة سبع وثمانين وست مئة.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في أثناء كلامه على من تولى الشيطان والكفار من غلاة الصوفية: وكان الشيخ إبراهيم بن معضاد يقول لمن رآه من هؤلاء كاليونسية والأحمدية: «يا خنازيرُ! يا أبناء الخنازير! ما أرى لله ورسوله عندكم رائحة، ﴿بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (٥٢)﴾ [المدثر: ٥٢] كل منهم يريد أن يحدثه قلبه عن ربه، فيأخذ عن الله بلا واسطة الرسول: ﴿وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ﴾. (مجموع الفتاوى: ١٣/ ٢٢٤).
وقال الذهبي في «تاريخ الإسلام» ٤٧/ ٢٧٩ في وصف كلام ابن عربي الصوفي الضال: هو محضُ الكفر والزندقة، ولكن كان ابن العربي منقبضًا عن الناس، وإنما يجتمع به آحاد الاتحادية، ولا يصرح بأمره لكل أحد، ولم تشتهر كتبه إلا بعد موته بمدة، ولهذا تمادى أمره، فلما كان على رأس السبع مئةٍ جدَّد الله لهذه الأمة دينها بهتكه وفضيحته، ودار بين العلماء كتابه: «الفصوص»، وقد حطَّ عليه الشيخ القدوةُ الصالح إبراهيم بن معضاد الجعبريُّ، فيما حدَّثني به شيخنا ابنُ تيمية، عن التاج البرنباري: أنه سمع الشيخَ إبراهيم يذكر ابن العربيِّ فقال: كان يقول بقدم العالم ولا يحرِّمُ فرجًا.
قلت: وقلعة جَعْبَر تقع في منطقة الجزيرة السورية على الضفة اليسرى لنهر الفرات على بعد (٥٣) كيلو مترًا من مدينة الرَّقَّة في سوريا. (ت)

<<  <  ج: ص:  >  >>