للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكَ يا جعبريٌّ؟ لولا أن عملك عملٌ نحسٌ مُرْدي؛ ما رأيتَ النبي على صفة رجل (١) كردي! (٢).


=الصاحب، الشيخُ الماجنُ، هو الشيخ الفاضل علم الدين أحمد بن يوسف بن عبد الله بن شكر، كان من بيت علم ورياسة، وقد درَّس في بعض المدارس، وكانت له وجاهة ورياسة، ثم ترك ذلك كلَّه، وأقبل على الحرفشة وصحبة الحرافيش، والتشبه بهم في اللباس والطريقة، وأكل الحشيش واستعمله، كان من إلفهم في الخلاعة والمجون، والزوائد الرائقة الفائقة التي لا يلحق في كثير منها، وقد كان له أولاد فضلاء ينهونه عن ذلك فلم يلتفت إليهم، ولم يزل ذلك دأبه حتى توفي ليلة الجمعة الحادي والعشرين من ربيع الأول. ولما ولي القضاة الأربعة كان ابن خالته تاج الدين ابن بنت الأعزَّ مستقلًا في القضاء قبل ذلك، فقال له ابن الصاحب المذكور: ما متُّ حتى رأيتك صاحب رُبْعٍ! فقال له: تسكت وإلا خليتهم يسقونك السمَّ؟ فقال له: في قلة دينك تفعل، وفي قلة عقولهم يسمعوا منك. ثم ذكر له ابن كثير أبياتًا في مدح الحشيشة!
أما (طُرطُور) فقد قال عبد السلام هارون في «كناشة النوادر» ٧١: الطرطور: كلمة من صميم العربية، وأخذها الفرس والترك لفظًا وملبسًا من العربية، وكم لبس الفرس والترك من الطراطير، ولا سيما بعض أصحاب الطرق الصوفية من المولوية والبكتاشية، ولم ترد هذه الكلمة في كثير من المعاجم. جاء في «اللسان»: والطرطور: الوغد الضعيف من الرجال والجمع الطراطير. وأنشد:
قد علمت يشكر من غلامها … إذا الطراطير اقشعر هامها
ورجل طرطور أي: دقيق طويل، ثم يقول: والطرطور قلنسوة للأعراب طويلة الرأس. وجاء في «القاموس»: والطرطور الدقيق الطويل، والقلنسوة تكون كذلك، والوغد الضعيف. أما استينجاس في «المعجم الفارسي الإنجليزي» فيرمز له بالحرف (A) الدال على اقتراضه من العربية، وفسَّره بعين ما جاء في «اللسان»، وزاد عليه أنه يطلق أيضًا على الضعيف الدقيق من معزي الجبال وتيوسها. وقد جرت هذه الكلمة في لغتنا المعاصرة لكن بفتح الطاء الأولى بمعنى الرجل الذي ليس له حل ولا عقد، والذي لا يعبأ به، ولا بمكانه بين القوم، وهو مجاز صادق. (ت)
(١) في (ق): في صورة.
(٢) لم نقف على هذه القصة، وصاحبها هو الشيخ الصالح العابد الواعظ أبو إسحاق إبراهيم بن معضاد بن شدَّاد بن ماجد الجعبري، أصله من قلعة جعبر، ثم أقام بالقاهرة، وكان يعظ الناس، وكان الناس ينتفعون بكلامه كثيرًا. توفي بالقاهرة يوم السبت ٤/ ١/ ٦٨٧ هـ، ودفن في تربته بالحسينية، وله نظم حسن، وكان من الصلحاء المشهورين . قاله ابن كثير في «البداية والنهاية» ١٣/ ٣٦٧. =

<<  <  ج: ص:  >  >>