للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«من حمى مؤمنًا من منافق آذاه؛ بعث الله ملكًا يحمي لحمه يوم القيامة، ومن رمى مسلمًا بشيء يريد شينه؛ حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال» (١).

ثم اعلم بأن غيبة الميت وأذيته تسقط العبد المدبر من عين الله تعالى، وهي أعظم ذنبًا من غيبة الحي؛ لأن الحي يقدر الإنسان أن يتحلل منه في الدنيا، والميت خصم المغتاب بين يدي رب الأرباب.

اعلم أيها العبد المحروم! أن لحم الميت مسموم، والنائبُ عنه هو الحي القيوم، فانتبه من غفلتك أيها العبد المبعود!، واعلم أن الله سبحانه يسأل يوم القيامة العود لم خدش العود، ولا تتشبه بقومٍ ظاهرهم أيقاظ، وهم في الحقيقة رقود، قال صلوات الله عليه وسلامه: «الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا» (٢). وأنشد بعضهم:

أما والله لو علم الأنام … لما خلقوا لما غفلوا وناموا

لقد خلقوا ليومٍ لو رأته … عيون قلوبهم ساحوا وهاموا

ممات ثم قبر ثم حشر … وتوبيخ وأهوال عظام

ليوم الحشر قد عملت أناس … فصلوا من مخافته وصاموا

ونحن إذا أُمرنا أو نهينا … كأهل الكهف أيقاظ نيام

فمن أكثر من الصيام والقيام وأنواع العبادات، ثم أخذ يشتغل بعيوب الأحياء والأموات مثله كمثل من غرس ما حسن من الأشجار، ثم أطلق في أصولها النار.


(١) أخرجه أحمد في «مسنده» ٣/ ٤٤١ (١٥٦٤٩)، وأبو داود في «سننه» (٤٨٨٣) من حديث معاذ بن أنس .
وحسنه الألباني في «صحيح سنن أبي داود».
(٢) سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>