للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عدم التوفيق، قال المولى الغفور: ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ [الحج: ٤٦]. قال : «إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب» (١).

ومن سلك الطريق فهو للأنبياء والأولياء رفيق؛ لأنَّ من شرط المرافقة الموافقة، فمن خرج عن طريقهم وصحب مبتدعًا ثقيلًا ندم ندمًا طويلًا، وصار بعد العز ذليلًا قائلًا: ﴿يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا﴾ [الفرقان: ٢٧]. فلا يقبل منه هذا القول، ويجاب بأن قد عمَّرناك عمرًا طويلًا، فخرجت عن طريق نبِيِّك ، وخالفت مولى جليلًا.

فإذا وفقك الله تعالى وعملت بوصية مخلوق مثلك فلا تنسى وصية الخالق، فيكون لك أجران: وهو تقوى الله ﷿، قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا﴾ [الطلاق: ٢] فسَّرها قال: «مخرجًا من شبهات الدنيا، ومن غمرات الموت، وأهوال يوم القيامة» (٢).

وله باب في هذا الكتاب، ولا فائدة من إعادته، وفي هذا كفاية لمن رزقه الله تعالى التوفيق والهداية.

وإذا وصَّى الرجل أخاه بأن يحجَّ عنه إذا مات أو ابتلي بمرضٍ حابس فهو بمنزلة الموت، فيحج عنه على الفور؛ لكي يُرحم الميت؛ لأنه مرهون به؛ لقوله : «الميْتُ مرهون بدَيْنه (٣)، فكَّ الله رهانَ من فكَّ رهانَه» (٤).


(١) تقدم تخريجه.
(٢) أخرجه الواحدي في تفسيره «الوسيط» ٤/ ٣١٣، والثعلبي في تفسيره «الكشف والبيان» ٩/ ٣٣٦ من حديث ابن عباس، عن النبي ، مرفوعًا. وإسناده ضعيف جدًّا، والصواب في هذا ما أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» ٢/ ٣٤٠ من تفسير التابعي قتادة بن دعامة السدوسي ، ولم يرفعه.
(٣) في النسخ: (بذنبه)، وهو تصحيف، والمثبت من مصادر التخريج.
(٤) جزء من حديث أخرجه الدارقطني في «سننه» ٣/ ٤٦، والبيهقي في «السنن الكبرى» ٦/ ٧٣ عن علي بن أبي طالب قال: كان رسول الله إذا أُتِى بجنازة لم يسأل عن شيء من عمل الرجل إلا أن يسأل عن دينه، فإن قيل: عليه دين. كفَّ عن الصلاة عليه، وإن قيل: ليس عليه دين. صلى عليه، فأُتي بجنازة فلما قام سأل أصحابه: «هل =

<<  <  ج: ص:  >  >>