للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» (١)، «من لا يَرْحم لا يُرْحم» (٢) هذا حديث صحيح.

فلو كان في قلب هذا المسلم شفقة وإحسان ما أخَّر وصية (٣) الميت المحتاج، وابتدع وخان، ولا خرج عن طريق نبيه وحبيبه، وعن طريق أهل الخير والإيمان (٤)، قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: ١١٥].

قال : «بابان من الخير ليس فوقهما ثالث: الإيمان بالله تعالى، والإحسان إلى خلقه. وبابان من الشر ليس فوقهما ثالث: الإشراك بالله تعالى، والإساءة إلى خلقه» (٥).

وقد نظر العلماء في الذنوب التي تذهب بإيمان العبد، فوجدوها في الاستخفاف بالدين، وفي أذيَّة المسلمين، نسأل الله تعالى السلامة وحسن الخاتمة، وقصر الأمل، واليقظة؛ لكي نستعد للموت قبل فروغ الأجل، فمن علم أن أذيَّة المسلمين مصيبة في الدين وعليها أقام فمثله كمثل من قال: ربي الله. وما (٦) استقام، ونسأل الله سبحانه الاستقامة، والأمن من فزع يوم القيامة، وأن يدخلنا الجنة مع من ظلَّلته الغمامة صلاة دائمة تكون نورًا بين يديه وأمامه.

وما طولنا الكلام والطريق بحمد الله بائنة إلا لعمى هذه النفس الكثيفة الخائنة، ونسأل الله تعالى رب الأرض والسماء أن يذهب عن قلوبنا الخيانة والغفلة والعمى، فالخروج عن الطريق يتولد من عمى القلب، ومن


(١) سبق تخريجه
(٢) سبق تخريجه
(٣) في (خ): الوصية عن.
(٤) في (ق): والإحسان.
(٥) لم أقف عليه.
(٦) في (ق): ثم.

<<  <  ج: ص:  >  >>