للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= الثامنة» ١/ ٥١٩ لأيوب الكردي، فقال: هو المعروف بالخصيِّ أحد المعتقدين بدمشق، ويذكر عنه مكاشفات وكرامات وشطحات، وكانت له زاوية بقصر الجنيد بدمشق، ثم تحول إلى غزة في سنة (٦٩٩)، ثم تحول إلى مصر، فأقام بزاوية كان عمَّرها ابن قرمان، مجاورة لداره بالحسينية، فرتب له عشرين رطل خبز، وراويتي ماء، وشرع الأمراء، والناس يزورونه، وكان من شرطه أن من زاره إن لم يحضر معه شيء لا يكلمه، ولا يدعو له، وكان لا يوقِّر أحدًا، وربما دعا مقلوبًا، ثم خرج مع العسكر إلى التتر، فوقف في الصف وهو عريان، فلما وقعت الكسرة على الميسرة سقط عن فرسه، فبقي مطرقًا، فيقال: إن بعض المسلمين قتله ظنًّا منه أنه من التتر، فاستمر طريحًا إلى أن مات بعد أيام، فدفن، وذلك في شهر رمضان سنة (٧٠٢).
قلتُ: تلك الواقعة هي معركة شَقحَب أو معركة مرج الصُفر، كانت في الثاني من رمضان (٧٠٢ هـ)، بسهل شقحب بالقرب من دمشق، بين المماليك بقيادة الناصر محمد بن قلاوون سلطان مصر والشام والمغول بقيادة قتلغ شاه نويان (قطلوشاه) نائب وقائد محمود غازان إلخان مغول فارس (الإلخانات)، وانتهت بنصر مؤزر للمسلمين قضى على التهديد المغولي في دخول الشام والتوسع في قلب العالم الإسلامي. قال العيني في «عقد الجمان» ١/ ٤٣٩: الشيخ نجم الدين أيوب الكردي، قُتل في هذه الوقعة، كان قد ورد من البلاد في سنة سبع وثمانين وستِّ مئة، ومعه جماعة من الأكراد، وأقام بدمشق مدة سنتين، ونال من أمرائها حظًّا كبيرًا. وظهرت له أمور من المكاشفات والصلاحية، وكان لا يدخل إليه أمير إلا ويطالبه بالهدية، ولا بد أن يحمل له شيئًا من الدنيا، واتَّبعوا أمره فيما يأخذه، فوجدوه يتصدق به ولا يدخره. ثم رحل إلى مصر ويوم عبوره حصلت له معرفة مع ابن قرمان، فأخذه إلى بيته، ثم بنى له زاوية بجوار بيته، وأقام فيها إلى أن خرج السلطان للقاء العدو، فخرج معهم. ولما التقوا بالعدو كان راكبًا بآلة الحرب، واقفًا إلى جانب ابن قرمان، فقُتل معه، ثم دفنا جملةً واحدةً، رحمهما الله تعالى. وذكر نحو هذا مختصرًا المقريزي في «السلوك لمعرفة دول الملوك» ٢/ ٣٦٧.
وابن قرمان: هو الأمير حسام الدين أوليا بن قرمان أحد الأمراء في الدولة الظاهرية بمصر، وهو ابن أخت قرمان وعرف بابن قرمان، وكان شجاعًا.
أما الشيخ خضر، فهو: ابن أبي بكر محمد بن موسى أبو العباس المهرانيُّ العدويُّ، ذكره ابن تغري بردي في «النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة» ٧/ ٢٧٦، فقال: كان أصله من قرية المحمدية من أعمال جزيرة ابن عمر، وهو شيخ الملك الظاهر بيبرس، وصاحب الزاوية التي بناها له الملك الظاهر بالحسينية على الخليج بالقرب من جامع الظاهر. وكان الشيخ خضر بشَر الملك الظاهر قبل سلطنته بالملك، فلمَّا تسلطن صار له فيه العقيدة العظيمة حتى إنه كان ينزل إليه في الجمعة المرة والمرتين، وكان =

<<  <  ج: ص:  >  >>