للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو كما قال بعضهم:

إذا رضيت عني كرام عشيرتي … فلا زال غضبانًا عليّ لئامها

فعلم نفسك الوحدة، واعلم أن الله تعالى وترٌ يحب الوتر (١)، فمن تجنب الخلق آنسه الحق، ومن اشتغل بالله ﷿ تولى الله سبحانه جميع شأنه، يقول الله ﷿: «من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين» (٢).

دخل رجل على بعض المشايخ باكيًا، فقال الشيخ: ما بالك؟ فقال الرجل: يا سيدي أستاذي مات. فقال له الشيخ: أنت ظالم؛ لم خدمت من يموت؟ (٣)

وكان بعضهم يقول: فإن اعتززت بمن يموت فإن عزك ميت.

وفي الخبر: «يقول الله ﷿ كل يوم: أنا العزيز، فمن أراد عز الدارين فليطع العزيز» (٤).

ثم اعلم رحمك الله أنه لا عيش إلا مع الله، ولا عِزَّ إلا بالتعلق بجناب الله، فمن تعلق بجناب مولاه كفاه جميع أمره، وسخر له الكون بأسره، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.

قال بعضهم: مررت ببعض جبال الشام بعابد على رأس جبل، فلما


(١) يشير إلى الحديث الذي أخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» (٩٨٠١)، وابن أبي شيبة في «مصنفه» (٦٩٣٥)، وأحمد في «مسنده» ٢/ ٢٧٧ (٧٧٣١)، والدارمي في «سننه» (١٥٨٠)، وابن خزيمة في «صحيحه» (١٠٧١) من حديث أبي هريرة، وقد ورد عن علي، وابن عمر، وابن مسعود، وعائشة .
(٢) أخرجه البخاري في «أفعال العباد» (٦٩)، والبيهقي في «الشعب» (٥٧٢) عن عمر ، وأخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (٥٧٣)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (٥٨٤) من حديث جابر .
قال الألباني في «الضعيفة» (٤٩٨٩): ضعيف.
(٣) لم أقف عليه.
(٤) سبق تخريجه، وهو موضوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>