للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ربما يكفينا تقريظ شيخ الإسلام ابن تيمية رسالةَ التركماني لنسلكه في عداد تلاميذه، وهذا ما صنعه الدكتور عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي في كتابه: «شيخ الإسلام ابن تيمية وجهوده في الحديث وعلومه»، فقال في ذكر تلاميذه ١/ ١١٨: «وإدريس بن بيدكين بن عبد الله التركي [كذا!] الحنفي مؤلف كتاب «اللمع في الحوادث والبدع» تتلمذ على شيخ الإسلام». ثم أحال إلى كتابنا هذا، وقال: وفي آخره تقريظ لشيخ الإسلام على رسالة صاحب اللمع: «الفتوة».

وقد تكون في عبارة «تتلمذ على شيخ الإسلام» بعض المجازفة، ولكن ينبغي أن لا نُشدِّد في شروط التلمذة عندما يتعلق الأمر بمثل ابن بيدكين، فتلك التلمذة لم تصنع منه فقيهًا ولا قاضيًا ولا عالمًا مبرَّزًا، إنه طالب علم مشارك، وحسبه أن ينال من التلمذة على شيخ الإسلام ما يناسب مرتبه.

لقد قدَّم لنا ثلاثة نصوص مهمة هي موضع اهتمام ابن تيمية: الأول: عن القرندلية أو القلندرية. والثاني: عن المرازقة. والثالث: عن الفتوة.

أما القرندلية: فقد أوجز التركماني القول فيهم، ولا أدري ما الذي منعه من التوسع في البحث رغم شدَّة بغضه لهم، وفي «مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية» ٣٥/ ١٦٣ - ١٦٦، مادة جيِّدة لم يقتبس منها التركماني شيئًا، وذكر أنهم «طائفة من الإفرنج»، ولا أدري مستنده في ذلك. ومهما يكن فقد وجد التركماني في ابن تيمية قدوة في مواجهة بدعة القلندرية، وقد قال العلامة ابن ناصر الدين الدمشقي في «الرد الوافر» في ترجمة: الشيخ الإمام العلامة القاضي أبي البقاء محمد ابن سوار الأنصاري الخزرجي السبكي الشافعي (٧٠٧ - ٧٧٧ هـ): حكى بعض من لقيته من الشيوخ العلماء أنه حضر مرةً مع قاضي القضاة أبي البقاء شيخ الشافعية درسًا ألقاه بالمدرسة الرواحية، وهي داخل باب الفراديس من دمشق، فجاءه جماعة من طائفة القلندرية يسألونه، فأمر لهم بشيء، وكان إذ ذاك حاكمًا بدمشق على القضاء بها، ثم جاءه طائفة أخرى من الحيدرية وهو يتوضأ على بركة

<<  <  ج: ص:  >  >>