للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد جاء في الأخبار: «إن من قال في الدين برأيه فليتبوأ مقعده من النار» (١).

وسئل أبو بكر الصديق عن مسألة فتوقف فقال: لم أسمع من النبي فيها شيئًا. فقال السائل: قل أنت يا خليفة يا رسول الله. فغضب وقال: أي سماء تظلني أو أي أرض تقلني إذا قلت في الدين برأيي (٢). وقال المولى ﷿: ﴿وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر: ٧].

وقد أمرنا بلزوم الجُمعة والجماعة، والصلاة خلف كل بر وفاجر، ونهانا عن التخلف بقوله: «من فارق الجماعة قدر شبرٍ فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه» (٣).

ولولا شفقة النبي المختار لأحرق بيوت من تخلف عن الجماعة بالنار (٤)، فإذا ثبت هذا فلا يلتفت لكلام الشيخ مرزوق؛ لأنه كلام غير لائق، وللسنة لا يوافق، والحق فيما قاله النبي أو فعله، (وماذا بعد الحق إلا الضلال؟ ولا ينبغي للمسلم أن يطيع شيخه ويعصي ربه ونبيه) (٥)،


(١) أخرجه أحمد في «مسنده» ١/ ٣٢٣ (٢٩٧٦)، والترمذي في «سننه» (٢٩٥١)، وأبو يعلى في «مسنده» (٢٣٣٨) من حديث ابن عباس، بلفظ: «اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم؛ فمن كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار، ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار». وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
وضعَّفه ابن القطَّان في «الوهم والإيهام» ٥/ ٢٥٢، والألباني في «الضعيفة» (١٧٨٣).
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (٣٠٧٢٧)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٢٢٧٨).
(٣) أخرجه أحمد في «مسنده» ٥/ ١٨٠ (٢١٦٠٠)، وأبو داود في «سننه» (٤٧٥٨)، والحاكم في «المستدرك» (١/ ٢٠٣) من حديث أبي ذر .
وقال الألباني في «ظلال الجنة» (٨٩٢): صحيح.
وفي الباب عن: ابن عمر، وأبي هريرة، وأبي الدرداء، وحارث الأشعري، وعامر بن ربيعة، عن النبي .
(٤) سبق تخريجه.
(٥) ليست في (خ).

<<  <  ج: ص:  >  >>