للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلف من قال لا إله إلا الله. وعلى من قال: لا إله إلا الله» (١).

وفي مذهب الشافعي (٢) رحمة الله عليه: إذا أمَّ رجل بجماعة مدة ثم تبين لهم أن الإمام كان فاجرًا أو على غير وضوء لم تجب عليهم إعادة شيء من الصلوات.

وهؤلاء المرازقة يقولون إنهم من الشافعية، فلم يعملوا (٣) بمذهبه، ويخالفون خير البريَّة والمذاهب المرضيَّة، والأحاديث الصحيحة المُضيَّة، ولم يرض بهذه البليَّة، إلا هذه الطائفة الرديَّة، فيعدلون عن طريق الصادق المصدوق، ويتركون ما أفتى به جميع هذا المخلوق، ويعملون بقول الشيخ مرزوق، فقد ذكروا أنه قال لهم: لا تصلوا إلا خلف من تعرفونه.

يروى عنه أيضًا أنَّه قال لهم: إذا كان أحدكم لا يسلم دنياه إلا لمن (٤) يعرفه، فكيف يسلم دينه لمن لم يعرفه؟ وهذا قياس، والدِّين ليس هو بالرأي والقياس؛ ولكن هو بكتاب الله تعالى وبسنة خير الناس، وأول من قاس هو إبليس لعنه الله، فصيره الله تعالى بعد الملائكة شيطانًا رجيمًا، بعد أن كان ملكًا عظيمًا، فصار من جملة الشياطين، ولعنه الله إلى يوم الدين، فكل شيء ثبت (٥) بالكتاب والسنة، ما بقي للقياس فيه مدخل، فمن أراد الوصول فعليه بالأصول، وهو التمسك بكتاب الحق سبحانه وبحديث الرسول، فتمسك من العلماء بالأقوال، ومن المشايخ بالأحوال.


(١) أخرجه الدارقطني في «سننه» (٢/ ٥٦)، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢/ ٢١٧) من حديث ابن عمر .
وقال الألباني في «إرواء الغليل» (٢/ ٣٠٦): سند واه جدًّا.
(٢) انظر «الشرح الكبير» للرافعي ٤/ ٣٢٥.
(٣) في (خ): يعلموا.
(٤) في (خ): لمن لم.
(٥) في (ب): يثبت.

<<  <  ج: ص:  >  >>