للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمن اجتنب جماعات المسلمين وجُمَعَهُم فهو عبد معتدٍ كثيف، قد سقط من رحمة (١) المولى اللطيف؛ لدخوله في البدع، ولخروجه عن الشرع الشريف. قال صلوات الله عليه وسلامه: «الجماعة رحمة» (٢). فإذا ثبت أن الجماعة رحمة فمن خرج عنها فقد خرج من الرحمة وفاتته هذه المنة (٣)، ودخل في البدعة واللعنة.

وقال : «يد الله على الجماعة» (٤) ولم يرخص النبي في ترك الجماعة لمن كُفَّ بصره وهو ابن أم مكتوم، فاعمل بحديث السيد المعصوم، أيها التارك المحروم، فلما شكا ابن أم مكتوم للنبي بُعد الدار، وما يلاقيه في مجيئه إلى المسجد من الأوعار، قال له: «تسمع النداء؟» قال: نعم. قال: «فأجب» (٥)، فمن سمع النداء صار جار المسجد، وفي الحديث: «لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد» (٦)،


=المسجد الذي يؤذن فيه». وفي رواية أخرى له: «من سره أن يلقى الله غدًا مسلمًا، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادي بهنَّ، فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته، لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد، إلا كتب الله له بكل الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، ويحط عنه سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتي به يهادي بين الرجلين حتى يقام في الصف».
(١) في (ق): عين.
(٢) أخرجه عبد الله بن أحمد في «المسند» ٤/ ٢٧٨ (١٨٤٤٩)، وابن أبي عاصم في «السنة» (٩٣)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (١٥)، عن النعمان بن بشير قال: قال النبي على المنبر: «من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، التحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، والجماعة رحمة، والفرقة عذاب».
وقال الألباني في «ظلال الجنة» (٩٣) حسن.
(٣) في (ب): السنة.
(٤) سبق تخريجه.
(٥) أخرجه مسلم في «صحيحه» (٦٥٣)، والنَّسائي في «المجتبى» ٢/ ١١٠ (٨٥٠)، وفي «الكبرى» (٩٢٥) من حديث أبي هريرة .
(٦) أخرجه الدارقطني في «سننه» (١/ ٤٢٠)، والحاكم في «المستدرك» (١/ ٢٤٦)، والبيهقي في «الكبرى» (٣/ ٥٧)، من حديث أبي هريرة.
وقال الألباني في «إرواء الغليل» (٢/ ٢٥١): ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>