للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه الآفات تأتي من النظر إلى المحرمات. فالقلب كثير التقلب، والميل إلى المحسنات، قال : «ما سمي القلب قلبًا إلا لتقلبه فإذا ثبَّته الحقُّ ثبت» (١)، قال المولى: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ﴾ [إبراهيم: ٢٧]. وكان يقول: «اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلبي على طاعتك» (٢).

والقلوب على أقسام: قلب كالشجرة الخضراء، وقلب كالشجرة اليابسة، فإذا هبت رياح المعاصي فالشجرة (٣) الخضراء تتحرك، لكن أصلها ثابت، مالت ولم تقلع، وهذه صفة قلب المؤمن الطائع، وأما الشجرة اليابسة فتقلع، وهذا قلب المؤمن العاصي.

والقلب هو قوام البدن؛ إن مال القلب مالت جميع الجوارح معه، وإن اعتدل القلب اعتدل الكل؛ قال : «إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب» (٤).


= «سبعة لا ينظر الله ﷿ إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا يجمعهم مع العالمين، يدخلهم النار أول الداخلين إلا أن يتوبوا، إلا أن يتوبوا، إلا أن يتوبوا، فمن تاب تاب الله عليه: الناكح يده، والفاعل، والمفعول به، ومدمن الخمر، والضارب أبويه حتى يستغيثا، والمؤذي جيرانه حتى يلعنوا، والناكح حليلة جاره».
قال ابن الجوزي في «العلل المتناهية» ٢/ ٦٣٣: هذا حديث لا يصح عن رسول الله.
وقال ابن كثير في «تفسيره» ٥/ ٤٦٣: هذا حديث غريب، وإسناده فيه من لا يعرف؛ لجهالته.
(١) أخرجه أحمد في «مسنده» ٤/ ٤٠٨ عن أبي موسى، قال: قال رسول الله : «إنما سمي القلب من تقلبه، إنما مثل القلب كمثل ريشة معلقة في أصل شجرة، يقلبها الريح ظهرًا لبطن».
واختلف في رفعه ووقفه، والظاهر أن الأرجح هو الوقف كما تجده في التعليق على «المسند» (١٩٧٥٧)، وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (٢٣٦٥) مرفوعًا.
(٢) أخرجه أحمد في «مسنده» ٢/ ٤١٨ (٩٤٢٠)، وعبد بن حميد في «مسنده» (١٥١٨)، والنَّسائي في «عمل اليوم والليلة» (٣٠٤) من حديث عائشة أنها قالت: ما رفع رسول الله رأسه إلى السماء إلا قال: «يا مصرف القلوب ثبت قلبي على طاعتك».
(٣) في (خ): على الشجرة.
(٤) أخرجه البخاري في «صحيحه» (٥٢)، ومسلم في «صحيحه» (١٥٩٩) من حديث النعمان بن بشير .

<<  <  ج: ص:  >  >>