للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(لعنهم الله) (١)، ومن تشبه بقوم (في الدنيا) (٢) حُشر معهم في الدار الآخرة، كذا ورد في الأخبار المتواترة (٣)، وقال : «من تشبه بغيرنا فليس منا» (٤).

ومن السنة أن يعفو السيد عن عبده إذا غضب عليه، ويتذكر غضب الله تعالى، كما جاء في الحديث «يقول الله تعالى: يا عبدي، اذكر غضبي إذا غضبت» (٥).

فقد مدح الله تعالى من كظم غيظه بقوله تعالى: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: ١٣٤]، والمحب لا يعذب محبوبه. وفي الخبر: «ينادي منادٍ يوم القيامة: أين من كان أجره على الله؟ فليقم. فلا يقوم إلا من عفا» (٦).

وتصديق الحديث قوله تعالى: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ [الشورى: ٤٠]، فإن كان ولا بد من ضربه، فلا يزيد على ثلاث، فإنه


(١) ليست في (ق).
(٢) ليست في (ق).
(٣) سبق تخريجه.
(٤) أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (٥٠٣) من حديث جابر، قال: قال النبي : «من تشبه بغيرنا فليس منا، ولا تسلموا بتسليم اليهود والنصارى، فإن تسليم اليهود بالأكف، وتسليم النصارى بالإشارة».
وإسناده ضعيفٌ جدًّا، لكن له طرق ليس فيها الجملة الأولى، فراجع «الصحيحة» (١٧٨٣).
(٥) لم أقف عليه.
(٦) أخرجه ابن عساكر في «تاريخه» (١٨/ ٨٧) عن علي بلفظ: «ينادى مناد يوم القيامة من بطنان العرش: ألا فليقم من كان أجره على الله. فلا يقم إلا من عفا عن أخيه».
وأخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (٨٣١٣) عن أنس: عن النبي قال: «ينادي مناد: من كان أجره على الله فليدخل الجنة مرتين. فيقوم من عفا عن أخيه، قال الله تعالى: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ [الشورى: ٤٠]».
وقال العراقي في «تخريج الإحياء»: أخرجه الطبراني في «مكارم الأخلاق»، وفيه الفضل بن يسار ولا يتابع على حديثه.
وانظر: «سلسلة الأحاديث الضعيفة» (٢٥٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>