للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان يعجبه أن يدعو ثلاثًا ويستغفر ثلاثًا (١).

وجاء في الحديث أيضًا: «إذا قال العبد: يا رب. ثلاثًا؛ يقول الله تعالى: لبيك عبدي. فيعجِّلُ من ذلك ما يشاءُ ويؤخِّرُ ما يشاء» (٢).

وقال : «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا وتستغفروا لذهب الله بكم، وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله تعالى؛ فيغفر لهم» (٣).

وهذا الحديث وما يقاربه ليس هو مذكور لكي يتجرأ العبد على المعصية، فقد كادت المعصية أن تكون كفرًا؛ لما جاء في الحديث: إن المعاصي تزيد الكفر، وتنقص الإيمان، وتبعد العبد عن رحمة الملك الديان.

والمراد من الحديث أن العبد لا ييأس من رحمة الله تعالى؛ وإن كثرت ذنوبه، فيستغفر الله تعالى منها فيغفرها، وإن كثرت؛ لقوله تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾ [الزمر: ٥٣].

وقال : «رُبَّ ذنبٍ أدخلَ صاحبَه الجنةَ» (٤).


(١) أخرجه أحمد في «مسنده» ١/ ٣٩٤ (٣٧٤٤)، وأبو داود في «سننه» (١٥٢٤)، و «النَّسائي» في «الكبرى» (١٠٢٩١)، و «عمل اليوم والليلة» (٤٥٧) من حديث عبد الله بن مسعود .
وقال الألباني في «السلسلة الضعيفة» (٤٢٨١): ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف جدًّا: أخرجه الديلمي في «الفردوس» (٦٢٢٣)، والواحدي في «الوسيط» ١/ ٢٨٤ من حديث أبي هريرة .
(٣) أخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» (٢٠٢٧١). وأحمد في «مسنده» ٢/ ٣٠٩ (٨٠٨٢). ومسلم في «صحيحه» (٢٧٤٩) من حديث أبي هريرة .
(٤) هذا ليس بحديثٍ، ولكنه مما فهمه السلف من دلائل النصوص وأحوال العباد:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : «والذنوب تنقص الإيمان، فإذا تاب العبد أحبه الله، وقد ترتفع درجته بالتوبة. قال بعض السلف: كان داود بعد التوبة خيرًا منه=

<<  <  ج: ص:  >  >>