للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملك لا يطلع عليها إلا أمين. وإياك أن يغرك الشيطان بقوله: هو ذنب صغير، فتداوم عليه (فيصبح بالمداومة وهو كبير) (١).

وقد جاء في الحديث: «لا صغيرة مع إصرار، ولا كبيرة مع استغفار» (٢)، وقال: «النظر سهم مسموم» (٣).

فاحذر أيها المحروم؛ لأن قليل السم قاتل، ويورث الناظر العمى في القلب في العاجل والآجل، ألا ترى أن الإنسان يتهاون في إطفاء شرارة فتحرق بيته.

نظر بعض الصوفية إلى غلام فافتتن به، وكاد يذهب عقله صبابة، وكان يقف كل يوم على طريقه لكي يراه إذا أقبل وإذا انصرف، فطال عليه البلاء، وأقعده عن الحركة، فكان لا يقدر يمشي خطوة، فأتاه صوفي يعرف بأبي حمزة يعوده فقال له: يا أبا محمد ما قضيتك؟ وما هذا الأمر الذي بلغ بك؟ فقال: أمور امتحنني الله بها فلم أصبر على البلاء فيها، ولم يكن لي بها طاقة، فرُبَّ ذنب استصغره الإنسان وهو


=أم لا؟ ألا أخبركم: ﴿والله يقضي بالحق﴾ قادر على أن يجزي بالحسنة الحسنة وبالسيئة السيئة. وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ في «العظمة» عن قتادة : ﴿يعلم خائنة الأعين﴾ قال: يعلم همزه وإضمامه بعينيه فيما لا يحب الله تعالى. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد : ﴿يعلم خائنة الأعين﴾ قال: نظر العين إلى ما نهى عنه. وأخرج عبد بن حميد عن أبي الجوزاء : ﴿يعلم خائنة الأعين﴾ قال: كان الرجل يدخل على القوم في البيت، وفي البيت امرأة، فيرفع رأسه فيلحظ إليها ثم ينكس.
(١) في (خ): فيصير بالمداومة كثيرًا.
(٢) أخرجه القضاعي في «مسند الشهاب» (٨٥٣)، وابن أبي الدنيا في «التوبة» (١٧٣)، والطبراني في «الدعاء» (١٧٩٧) من حديث ابن عباس مرفوعًا. وفي إسناده أبو شيبة الخراساني: نكرة لا يُعرف، قال الذهبيُّ في «الميزان»: أتى بخبر منكرٍ. انظر: «سلسلة الأحاديث الضعيفة» للألباني (٤٤٧٥) و (٤٨١٠).
(٣) سبق تخريجه، وهو ضعيف جدًّا.

<<  <  ج: ص:  >  >>