والمقصود: أن صاحب البدعة لا يوفق إلى التوبة، وذلك من شؤم البدعة على صاحبها، لأن الشيطان زين له بدعته فنظر إليها على أنها طاعة وقربة، ولم ينظر إليها على أنها معصية، ومن كانت هذه حاله فقل أن يتوب إلا من يتداركه الله برحمته. وعلى هذا المعنى تحمل الأحاديث والآثار الواردة في هذا الباب، وليس المقصود أن توبة المبتدع لا تقبل، بل إن تاب توبة صادقة بشروطها، قبل الله منه وغفر له، والله تعالى يقبل توبة من هو أعظم شرًّا منه وهو المشرك، فكيف بالمبتدع الذي هو في دائرة الإسلام؟! قال تعالى: ﴿قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا﴾ [الزمر: ٥٣]، وقال تعالى: ﴿وإن ربك لذوا مغفرة للناس على ظلمهم﴾ [الرعد: ٦]؛ فهاتان الآيتان وغيرهما من آيات التوبة في القرآن وكذلك الأحاديث الواردة في التوبة تدلان دلالة واضحة على أن باب التوبة مفتوح لكل من أسرف على نفسه أو ظلم، إذا عاد وتاب واتبع الحق. ولا شك أن المبتدع =