للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المقابر إكرامًا للموتى (١).

وفي الخبر أنه يثاب المسلم لإكرام الموتى، ويغفر لمن شهد جنازته (٢)، ومَن صلَّى عليه أربعون رجلًا شفَّعهم الله فيه (٣)، ومَن صلَّى عليه مئةُ رجل غفر الله له (٤)؛ صحَّ ذلك كله في الحديث.

ومن البدع: بوس القبر والتمسح به، وسواء كان القبرُ لنبيٍّ أو لوليٍّ، ولا يسجدُ لقبرٍ (٥).


(١) أخرج أحمد في «مسنده» ٥/ ٨٣ (٢١٠٦٨)، وابن ماجه في «سننه» (١٥٦٨)، وأبو داود في «سننه» (٣٢٣٠)، والنسائي في «المجتبى» ٤/ ٩٦ (٢٠٤٨) من حديث بشير بن الخصاصية ، قال: كنت أماشي رسول الله آخذًا بيده، فقال لي: «يا ابن الخصاصية، ما أصبحت تنقم على الله؟ أصبحت تماشي رسوله»، قلت: ما أصبحت أنقم على الله شيئًا، قد أعطاني الله كل خير. قال: فأتينا على قبور المشركين، فقال: «لقد سبق هؤلاء خيرًا كثيرًا» ثلاث مرات، ثم أتينا على قبور المسلمين، فقال: «لقد أدرك هؤلاء خيرًا كثيرًا» ثلاث مرات، يقولها، قال: فبصر برجل يمشي بين المقابر في نعليه، فقال: «ويحك يا صاحب السبتيتين، ألق سبتيتيك»، مرتين أو ثلاثًا، فنظر الرجل، فلما رأى رسول الله خلع نعليه.
وقال الحاكم في «المستدرك» ١/ ٣٧٣: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي، وأقره ابن حجر في «الفتح»، وقال ابن ماجه عقبه: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: كان عبد الله بن عثمان يقول: حديث جيد، ورجل ثقة. ونقل ابن القيم في «تهذيب السنن» ٤/ ٣٤٣ عن الإمام أحمد أنه قال: إسناده جيد. وقال النووي في «المجموع»: إسناده حسن.
(٢) سبق تخريجه.
(٣) أخرجه مسلم في «صحيحه» (٩٤٨) من حديث عبد اللَّه بن عباس؛ أَنَّه مات ابن له بِقديد أَوْ بعسفان، فقال: يا كريب، انظر ما اجتمع له من الناس. قال: فخرجت فإذا ناس قد اجتمعوا له فأَخبرته، فقال تقول هم أَربعون؟ قال نعم. قال: أَخرجوه فإِنِي سمعت رسول اللَّه يقول: «ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلًا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه».
(٤) أخرجه ابن ماجه في «سننه» (١٤٨٨) من حديث أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: «من صلى عليه مئةٌ من المسلمين غُفِرَ له».
وقال البوصيري في «الزوائد»: إسناده صحيح، ورجاله رجال الصحيحين.
(٥) ذكر الألباني في «أحكام الجنائز» ٢٦٣، في بدع زيارة القبور: استلام القبر وتقبيله. وعزاه إلى ابن تيمية في «الاقتضاء»، والشاطبي في «الاعتصام»، وابن القيم في «إغاثة اللهفان»، والبركوي في «أطفال المسلمين»، وأبو شامة في «الباعث على إنكار البدع والحوادث»، وعلي محفوظ في «الإبداع في مضار الابتداع»، وقد أنكر ذلك الغزالي في «الإحياء» وقال: «إنه عادة النصارى واليهود».
وأخرج مسلم (٩٧٢) من حديث أبي مَرثَد الغنَويِّ ، قال: قال : «لا تجلسوا على القبور، ولا تُصلُّوا إليها».

<<  <  ج: ص:  >  >>