للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويوضع الميت نحو القبلة، ويقول الواضع: بسم الله، وعلى ملة رسول الله، اللهم هذا عبدك وابن أمتك، نزل بك وأنت خير منزول به، وخلَّف الدنيا خلف ظهره، اللهم اجعل ما قدم عليه خيرًا مما خلَّفه وراء ظهره، وألحقه بنبيك . وهذا مستحبٌ (١).

ويستحب أيضًا لمن يحثو عليه التراب أنْ يدعو له بالمغفرة والرِّضوان ويقرأ: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن: ٢٦ - ٢٧]، ويتلو: ﴿مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى﴾ [طه: ٥٥].

ويستحبُ عند رؤية المقابر أن يقرأ: ﴿زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾ [التغابن: ٧]، ثم يقول: أشهد أن الله يحيى ويميت، أعوذ بالله من شر ما بعد الموت. قال وهب: مَنْ قالهن كُتب له بعدد كل ميت في الأرض حسنة (٢).

ومن السُّنة أن لا يذكر الميت إلا بخير (٣)، ويخلع الزَّائر نعله بين


=الشموع، فيرى لذلك منظر بديع عجيب، وبينما هو فيها مع جواريه ذات ليلة إذ سمع منشدًا ينشد:
أتبني بناء الخالدين، وإنّما … بقاؤك فيها لو علمت قليل
لقد كان في ظل الأراك كفاية … لمن كلُّ يوم يقتضيه رحيل
فنغَّص عليه حاله، وقال: إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، أظنُّ أن الأجل قد قربَ، فلم يلبث بعدها غير شهرٍ وتوفِّي، ولم يجلس في تلك القبَّة بعدها، وذلك سنة (٤٦٧)، تجاوز الله تعالى عنه، هكذا حكاه بعض مؤرخي المغرب.
(١) أخرجه البزار (٢/ ١٢٣ رقم ٤٨٠) من حديث علي بن أبي طالب، وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» ٣/ ١٦١: فيه عبد الله بن أيوب، وهو ضعيف.
(٢) ذكر الألباني في بدع الجنائز القراءة على مقابر أهل الكتاب بهذه الآية من سورة التغابن. وقال: استحبه في «شرع الشرعة» (ص ٥٦٨)، ولا أصل له في السنة، بل فيها خلافه. «أحكام الجنائز» ٢٦٠. أما الذكر المذكور وقول وهب فلم نجده، والله أعلم.
(٣) أخرج البخاري في «صحيحه» (١٣٩٣) من حديث عائشة ، قالت: قال رسول الله : «لا تسبوا الأموات؛ فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا».

<<  <  ج: ص:  >  >>