للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن السُّنة أنَ يُقال عند رُؤية الجنازة: هذا ما وعدنا الله ورسوله، وصدق الله ورسوله، اللهم زدنا إيمانًا وتسليمًا (١).

ويُكْثِر خلف الجنازة مِنْ ذكر الله تعالى والدعاء لها، ولا يرفع صوته، ويترك الضحك وكلام الدنيا خلفها.

ويُستحب أن يُكبِّر ويقول: أشهد أن الله يحيي ويميت وهو حي لا يموت، سبحان من تعزز بالقدرة والبقاء، وقهر العباد بالموت والفناء (٢).

جاء في السِّير: أن بعض الخلفاء بنى قبةً في وسط لجة ماء، وأحكمها (٣) المهندسون، فصار الماء يصعد إلى رأس القبة ويتفجر من أعلاها، فلمَّا فرغت دخلها فأخذته (٤) سنة من النوم، فسمع قائلًا يقول:

أتبني بناء الخالدين وإنما … مقامك فيها لو عقلت قليل

لقد كان في ظل الأراك كفايةً … لمن كل يوم يعتريه رحيل

فمات الخليفة بعد جمعة (٥).


(١) أخرجه الطبراني في «الدعاء» (١١٦٠) من حديث عبد الله بن عمر . وذكره الفتني في «تذكرة الموضوعات» ١/ ٥٨، وقال: فيه كذاب.
(٢) رواه الديلمي في «الفردوس» (٦٦٧٤) من حديث أبي هريرة بلفظ: «الملائكة تمشي مع الجنازة تقول: سبحان من تعزز بالقدرة، وقهر العباد بالموت».
وهو حديث لا يصح، وعدَّ الألباني هذا الذكر من بدع الجنائز وقال: استحبه في «شرح شرعة الإسلام» (ص ٦٦٥). انظر: «أحكام الجنائز» ٢٥٠.
(٣) في (خ): وأحكم.
(٤) في (خ، ق): فأخذه.
(٥) ذكره المقري التلمساني في «نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب» ٤/ ٣٥٣، فقال: حكاه غير واحد عن القصر العظيم الذي شاده ملك طليطلة المأمون ابن ذي النُّون بها، وذلك أنّه أتقنه إلى الغاية، وأنفق عليه أموالًا طائلة، وصنع في وسطه بحيرة، وصنع في وسط البحيرة قبَّة من زجاج ملوَّن منقوش بالذهب، وجلب الماء على رأس القبة بتدبير أحكمه المهندسون، فكان الماء ينزل من أعلى القبة على جوانبها محيطًا بها ويتَّصل بعضه ببعض، فكانت قبة الزجاج في غلالة ممَّا سكب خلف الزجاج لا يفتر من الجري، والمأمون قاعد فيها لا يمسُّه من الماء شيء ولا يصله، وتوقد في =

<<  <  ج: ص:  >  >>