للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل لإبراهيم بن أدهم: ما لَنَا ندعو الله تعالى ولا نرى الإجابة؟! قال: لأنكم عرفتم الله تعالى فلم تطيعوه، وعرفتم النبي فلم تتبعوا سنته، وعرفتم القرآن فلم تعملوا بأحكامه، وأكلتم نِعَمَ الله تعالى ولم تؤدوا شكرها، وعرفتم الجنة فلم تطلبوها، وعرفتم النار فلم تهربوا منها، وعرفتم عداوة (١) الشيطان ووافقتموه، وعرفتم الموت فلم تستعدوا له، ودفنتم الأموات ولم تعتبروا بهم، وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب الناس (٢).

وليس للإنسان أنفع من الصبر لمصالح الدنيا والآخرة، وما فُجع المؤمن وخرج عن طريق صاحب المعجزات والشفاعة إلا لفقد صبر ساعة.

ولما توفي رسول الله سمعوا قائلًا يقول: إنَّ في الله تعالى لعزاءً من كلِّ مصيبةٍ، وخَلَفًا مِنْ كلِّ هالكٍ، ودَركًا من كل فائتٍ؛ فبالله ثِقُوا، وإياه فارجوا فإنَّ المصاب مَنْ حُرِم الثَّواب (٣).


= وتعقبه الألباني في «الصحيحة» (٢٦٢٩) فقال: لكن رواية ابن المبارك مع سائر العبادلة عن ابن لهيعة صحيحة عند العلماء كما ذكروا في ترجمته، ولذلك فالإسناد عندي صحيح لأن سائر رجاله ثقات معروفون من رجال مسلم، وحنش هو ابن عبد الله السبائي الصنعاني الدمشقي … ثم ذكر ما يشهد له.
قلتُ: وقد كان الألباني خرَّج هذا الحديث في «الضعيفة» (١٦٣٥)، ووهم في حنش فظنَّه الحسين بن قيس الرحبي، وهو متروك، لهذا حكم على الإسناد بالضعف الشديد. وعاد بأخرة فخرَّج الحديث في «الصحيحة» كما رأيتَ، وغفل عن صنيعه في «الضعيفة»؛ على خلاف عادته في تجويد الإحالات بين كتبه، وربط تخريجاته بعضها ببعض، فإنه كان ذكيًّا نبيهًا، متيقظًا متقنًا، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته. (ت)
(١) في (خ، ب): بعداوة.
(٢) ذكره الغزالي في «الإحياء» ٣/ ٣٨، والقرطبي في «الجامع لأحكام القرآن» ٢/ ٣١٢، والثعلبي في «الكشف والبيان» ٢/ ٧٦.
(٣) أخرجه الشافعي في «مسنده» (١٦٦١) ومن طريقه البيهقي في «السنن الكبرى» ٤/ ٦٠ قال: أخبرنا القاسم بن عبد الله بن عمر، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، قال: لما توفي رسول الله وجاءت التعزية سمعوا قائلًا يقول: فذكره.
وإسناده ضعيف جدًّا، فالقاسم متروك الحديث متهم بالكذب. وهو مرسل أيضًا. وخرَّجه الألباني في «الضعيفة» (٥٣٨٤)، وذكر طرقه وسياقه بتمامه، وقال: موضوع. (ت)

<<  <  ج: ص:  >  >>