للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن البدع قطع الخبز بالسكين (١)، فأقلل من الأكل تنتفع أيها المسكين، ولا تعد من المسرفين؛ لأنه إذا كثر الأكل قلَّ الخوف، ومات القلب، وعاشت النفس، وإن كان المأكل من حلال، والحرام قليله وكثيره يعمي القلوب، ويبعد عن علام الغيوب، وفي الأخبار: إن تصدق به لم يؤجر عليه، وإن أنفقه لم يبارك فيه، وإن تركه خلفه، كان زاده إلى النار (٢).

وكان يربط الحجر والحجرين على بطنه من الجوع (٣)، ولو سأل الله تعالى أن يطعمه من طعام الجنَّة لفعل، وكان أكثر أكل البشير النذير الخبز الشعير (٤)، وهو سنة الأنبياء .

مرَّ أنس بن مالك على جماعة يأكلون لحمًا سميطًا،


(١) قطع الخبز بالسكين ليس من البدع في شيء، وقد ورد في النهي عنه أحاديث موضوعة مكذوبة.
(٢) يشهد لهذه المعاني أحاديث، منها ما أخرجه أحمد في «مسنده» ٢/ ١٩ (٤٧٠٠)، والدارمي في «سننه» (٦٨٦)، ومسلم في «صحيحه» (٢٢٤)، وأبو داود في «سننه» (٥٩)، وابن ماجه في «سننه» (٢٧١)، والترمذي في «جامعه» (١)، والنسائي في «المجتبى» ١/ ٨٧ (١٣٩) من حديث ابن عمر، وأبي المليح عن أبيه بلفظ: «لا تقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول».
(٣) أخرجه الترمذي في «جامعه» (٢٣٧١)، والطبري في «تهذيب الآثار» (٤٦٠)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (١٠٤٢٨) من حديث أبي طلحة بلفظ: شكونا إلى رسول الله الجوع، ورفعنا عن بطوننا عن حجر حجر، فرفع رسول الله عن حجرين.
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وضعفه الألباني في «الترغيب والترهيب» (١٩٠٧).
قلت: والذي صحَّ إنما كان في واقعة خاصة وهي أثناء حصار المدينة في غزوة الخندق، فعصَّبَ رسولُ الله بطنه بعصابةٍ من الجوع؛ كما في «صحيح مسلم» (٢٠٤٠). (ت)
(٤) أخرجه أحمد في «مسنده» ١/ ٢٥٥ (٢٣٠٣)، وعبد بن حميد في «مسنده» (٥٩٢)، وابن ماجه في «سننه» (٣٣٤٧)، والترمذي في «جامعه» (٢٣٦٠) من حديث ابن عباس : أن النبي كان يبيت الليالي المتتابعة طاويًا وأهله لا يجدون عشاء، قال: وكان عامة خبزهم خبز الشعير.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقال الألباني في «صحيح الجامع» (٤٨٩٥): حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>