للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الابتداء (١)، ويحمده في الانتهاء (٢)، فإن نسي التسميةَ في ابتداء الأكل يسمِّي في أثنائه أو بعد فراغه فيقول: بسم الله أوله وآخره (٣). فلو كانت الدنيا لقمة وقال آكِلُها: الحمد لله. لأدَّى شكرَها. ويكرم الخبزَ فإنه قوام الدين والدنيا، وما يصير الرغيف رغيفًا حتى يعمل فيه ثلاث مئة وستون صانعًا: أولهم ميكائيل، وآخرهم الخبَّاز، ومن إكرامه أن لا يرفع على الخبز شيئًا، ويلتقط ما سقط منه، وإن قلَّ (٤).

ورأى ابن عمر كسرة في الطريق فقال لغلامه: ارفعها.


(١) أخرجه الحميدي في «مسنده» (٥٧٠)، وأحمد في «مسنده» ٤/ ٢٦ (١٦٣٣٠)، والدارمي في سننه (٢٠١٩)، والبخاري في «صحيحه» (٥٣٧٦)، ومسلم في «صحيحه» (٢٠٢٢)، وابن ماجه في «سننه» (٣٢٦٧)، والترمذي في «جامعه» (١٨٥٧)، والنسائي في «الكبرى» (٦٧٥٩) من حديث عمر بن أبي سلمة بلفظ: «يا غلام، سمِّ الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك».
(٢) أخرجه أحمد في «مسنده» ٣/ ٣٢ (١١٢٧٦)، وأبو داود في «سننه» (٣٨٥٠)، وابن ماجه في «سننه» (٣٢٨٣)، والترمذي في «جامعه» (٣٤٥٧)، والنسائي في «الكبرى» (١٠١٢٠) من حديث أبي سعيد الخدري بلفظ: كان رسول الله إذا أكل طعامًا قال: «الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين».
(٣) أخرجه أحمد في «مسنده» ٧/ ٢٠٧ (٢٥١٠٦)، والدارمي في «سننه» (٢٠٢٠)، وأبو داود في «سننه» (٣٧٦٧)، وابن ماجه في «سننه» (٣٢٦٤)، والترمذي في «جامعه» (١٨٥٨) من حديث عائشة : أن النبي كان يأكل طعامًا في ستة نفرٍ من أصحابه، فجاء أعرابي فأكله بلقمتين، فقال النبي : «أما إنه لو كان ذكر اسم الله لكفاكم، فإذا أكل أحدكم طعامًا فليذكر اسم الله، فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله فليقل: بسم الله أوله وآخره».
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقال الحاكم في «المستدرك» ٤/ ١٠٨: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وصححه الألباني في «إرواء الغليل» (١٩٦٥).
(٤) وردت أحاديث ضعيفة في إكرام الخبز، وقد مال العلامة الألباني في «السلسلة الضعيفة» (٢٨٨٤ - ٢٨٨٥) إلى ثبوت طرفٍ منها، وهو قوله : «أكرموا الخبز». ولا يختلف العلماء في أن من آداب الطعام إكرام الخبز، لأنه قوت بني آدم، ففي امتهانه كفر بالنِّعمة، قال المناوي : وإكرامه أن لا يوطأ ولا يمتهن، كأن يستنجي به، أو يوضع في القاذورة والمزابل، أو ينظر إليه بعين الاحتقار.

<<  <  ج: ص:  >  >>