(٢) أخرج ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» ٤١/ ٣٧٨ عن سفيان بن عيينة قال: حجَّ علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فلما أحرم واستوت به راحلته اصفر لونه، وانتفض، ووقعت عليه الرعدة، ولم يستطع أن يلبي، فقيل له: ما لك لا تلبي؟ فقال: أخشى أن أقول: لبيك؛ فيقول: لي لا لبيك! فقيل له: لا بد من هذا؟ قال: فلما لبَّى غشي عليه، وسقط من راحلته، فلم يزل يعتريه ذلك، حتى قضى حجَّه. وأخرج أبو نعيم في «حلية الأولياء» ٩/ ٢٦٣ في ترجمة (أبي سليمان عبد الرحمن بن أحمد الداراني)، عن أحمد بن أبي الحواري قال: رأيت أبا سليمان أراد أن يلبي فغشي عليه، فلما أفاق قال: يا أحمد! بلغني أن الرجل إذا حج من غير حله فقال: لبيك اللهم لبيك؛ قال له الرب: لا لبيك ولا سعديك، حتى ترد ما في يديك! فما يؤمِّنُني أن يقال لي، هذا ثم لبَّي. وأخرج ابن عساكر في «تاريخ دمشق» ٥٢/ ٤٣٦ عن أبي عبد الله أحمد بن الجلاء، قال: كنت بذي الحليفة، وأنا أريد الحج، والناس يحرمون، فرأيت شابًّا قد صب عليه الماء يريد الإحرام، وأنا أنظر إليه، فقال: يا رب أريد أن أقول: لبيك اللهم لبيك، فأخشى أن تجيبني لا لبيك ولا سَعْديك. وبقي يردد هذا القول مرارًا كثيرة، وأنا أتسمع عليه، فلما أكثر قلت له: ليس لك بد من الإحرام. فقال: يا شيخ، أخشى إن قلت: لبيك أجابني بلا لبيك ولا سَعْديك. فقلت له: أحسن ظنك، وقل معي: لبيك اللهم لبيك. فقال: لبيك اللهم وطوَّلها، وخرجت نفسه مع قوله «اللهم»، وسقط ميتًا. وأخرج ابن عساكر أيضًا ٥٦/ ٤١١ عن جعفر بن سليمان قال: خرجت مع مالك بن دينار إلى مكة، فلما أحرم أراد أن يلبي فسقط، ثم أفاق، فأراد أن يلبي فسقط، ثم أفاق، فأراد أن يلبي فسقط، فقلت له: ما لك يا أبا يحيى. قال: أخشى أن أقول: لبيك، فيقول: لا لبيك ولا سعيدك! (٣) أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» ١٠/ ٣١٢، وذكره الغزالي في «الإحياء» ١/ ٢٤١، وابن الجوزي في «صفة الصفوة» ٢/ ٣٨٧ عن علي بن الموفق الزاهد، وهو من مشايخ الصوفية، ذكره الذهبي في «تاريخ الإسلام»، وقال: أحد مشايخ الطريق، له أحوال ومقامات، صحب منصور بن عمّار، وأحمد بن أبي الحواري. توفي سنة (٢٦٥) ﵀.