قل للإمام العادل المرتضى … وكاشف المشكل والمبهم لا تمهل الكافر واعمل بما … قد جاء في الكافر عن مسلم فلما وقف عليها تبسم، وقال: شاعر ومكاشف، هكذا عزمنا إن شاء الله». وقال ابن كثير في «البداية والنهاية» ١٤/ ١٨: «وفي يوم الإثنين الرابع والعشرين من ربيع الأول قُتل الفتح أحمد ابن البققي بالديار المصرية، حكم فيه القاضي زين الدين ابن مخلوف المالكي بما ثبت عنده من تنقيصه للشريعة واستهزائه بالآيات المحكمات، ومعارضة المشتبهات بعضها ببعض، يذكر عنه أنه كان يحل المحرمات من اللواط والخمر وغير ذلك، لمن كان يجتمع فيه من الفسقة من الترك وغيرهم من الجهلة، هذا وقد كان له اشتغال وهيئة جميلة في الظاهر، وبزته ولبسته جيدة، ولما أوقف عند شباك دار الحديث الكاملية بين القصرين استغاث بالقاضي تقي الدين ابن دقيق العيد فقال: ما تعرف مني؟ فقال: أعرف منك الفضيلة، ولكن حكمك إلى القاضي زين الدين. فأمر القاضي للوالي أن يضرب عنقه، فضرب عنقه، وطيف برأسه في البلد، ونودي عليه هذا جزاء من طعن في الله ورسوله». قلتُ: والقاضي الذي حكم بقتله هو علي بن مخلوف بن ناهض بن مسلم النويري المالكي، وكان أشعريًا متعصبًا، وهو ممن تسبَّب في سجن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، لكن كان حسن السيرة في القضاء، أُسند إليه قضاء المالكية في مصر في أواخر سنة (٦٨٥) إلى وفاته في سنة (٧١٨)، قال ابن حجر في «رفع الإصر عن قضاة مصر» ٢٨١: «هو الَّذي قام في قضية فتح الدين ابن البققي، حتَّى أثبت زندقته، وضُربت عنقه بَيْنَ القصرين، وهو يصيح: (أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله). وكانَ الفتح يكثر الوقيعة في ابن مخلوف، فاتفق أن أشيع عنه أمر يقتضي الانحلال، فأمر ابن مخلوف أن يكتب عليه مَا يضبط. فكتبوا محضرًا، وسألوا ابن دقيق العيد أن يثبته، =