للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى العلماء: أن ضحك النبي كان تبسمًا (١).

وكثرة البكاء من خشية (٢) الله تعالى يدل على يقظة قلب صاحبه، ويذهب بالذنوب، وكثرة الضحك تدل على غفلة فاعله، وتقسي القلوب.

ثم اعلم بأن كثرة المزح والضحك فاعلهما مفتون، والضحك من غير عجب نوع من الجنون.

حكي أن الفضيل بن عياض ما ضحك إلا عند موت ولده عليَّ، فقيل له في ذلك، فقال: إن الله تعالى أحب شيئًا فأحببته (٣).

ولما أمر بعض الظَّلمة بقتل سعيد بن جبير ضحك، فقال له (القاتل (٤): بلغني أنك لم) (٥) تضحك قط، فما سبب ضحكك الآن؟ قال: أعجبني كيف شرُّك إلى الله صاعدٌ، وحلمه عليك واردٌ! (٦).


(١) سلف تخريجه.
(٢) في (خ): خوف.
(٣) أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» ٨/ ١٠٠، وذكره المناوي في «فيض القدير» ٢/ ١٦٣. وهذا مخالف لحال النبيِّ الذي بكى لموت ابنه إبراهيم ، وهو الأسوة والقدوة.
(٤) في (خ، ق): القائل. والمثبت أنسب للسياق.
(٥) في (ق، ط): قائل لم نرك.
(٦) أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» ٤/ ٢٩٤، وذكره المزي في «تهذيب الكمال» ١٠/ ٣٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>