للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجنحتهم. فما كان إلا قليلًا حتى وقع في تهمةٍ، فأمر الحاكم بقطع رجليه (١).

ومن البدع التي يكره فعلها: أن يكذب الرجل في مزحه ليضحك القوم ومن حضر، فالويل ثم الويل ثم الويل لهذا، كما صحَّ في الخبر (٢).

واعلم أن ويلًا هو وادٍ في جهنم، وكذلك: سَقَر.

وإذا رجع العبد إلى الله تعالى بالتوبة تاب الله عليه وغفر له، وإذا تكلم الإنسان بكلمة الكفر يجدد التوبة على الفور، ثم يأتي بالشهادتين، ولا يزال نادمًا إلى ما يلقى الله تعالى، فحينئذٍ يرجى له الخير والفلاح، ويحشر مع أهل الدين والصلاح؛ لما ورد أن «النَّدم توبة» (٣)، و «التائب من الذنب


(١) في (ق، ب): (قطعت فيها رجلاه). ولم نجد القصة بهذا السياق، وقد أخرج أبو بكر الدينوري في «المجالسة» (٢١٥٤) عن زكريا بن عبد الرحمن البصري قال: سمعت أحمد بن شعيب [هو النسائي] يقول: كنا عند بعض المحدثين بالبصرة فحدثنا بحديث النبي : «إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم»، وفي المجلس معنا رجل من المعتزلة، فجعل يستهزئ بالحديث، فقال: والله لأُقَطِّرنَّ غدًا نعليَّ، فأطأ بهما أجنحة الملائكة! قال: ففعل، ومشى في النعلين، فجفت رجلاه جميعًا، ووقعت في رجليه جميعًا الأَكِلَةُ.
وأخرج النووي في «بستان العارفين» ١٢٥ عن أبي داود السجستاني، قال: كان في أصحاب الحديث رجل خليع، إلى أن سمع بحديث النبي : «إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضَى بما يصنع»، فجعل في عقبيه مسامير حديد، وقال: أريد أن أطأ أجنحة الملائكة! فأصابه أَكِلَةٌ في رجليه.
والأَكِلةُ كفَرِحة: داء في العضو، يأتكل منه. كذا في «القاموس»، وزاد في «تاج العروس»: وهو الحكة بعينها.
(٢) أخرجه أحمد في «مسنده» ٥/ ٢ (٢٠٠٢١)، والدارمي في «سننه» (٢٧٠٢)، وأبو داود في «سننه» (٤٩٩٠)، والترمذي في «جامعه» (٢٣١٥)، والنسائي في «الكبرى» (١١٦٥٥) من حديث بهز بن حكيم عن أبيه، عن جده، بلفظ: «ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم، ويل له، ويل له».
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.
وقال الألباني في «صحيح الجامع» (٧١٣٦): حسن.
(٣) أخرجه أحمد في «مسنده» ١/ ٤٢٢ (٤٠١٢)، والبخاري في «التاريخ الكبير» (٣/ ٣٧٣)، وابن ماجه في «سننه» (٤٢٥٢) من حديث عبد الله بن مسعود.
وقال البوصيري في «الزوائد» (٤/ ٢٤٨): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. وصححه الألباني.

<<  <  ج: ص:  >  >>