للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا اختيار (١)، ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ﴾ [القصص: ٦٨].

قال المولى الغفور: ﴿يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ﴾ [الشورى: ٤٩]. فسلِّم لربوبيته، وكن من جملة العبيد، يأتيك من الله الخير والمزيد، ويعطيك فوق ما تريد.

ثم اعلم بأن في تربية الولد أجر عظيم وخير! وتربية البنت أكثر أجرًا وأخير (٢)؛ لأن الولد يساعد أباه في الإقامة والأسفار، والبنت قد سجنها الشرع في المضرب أو الدار، وأمر لها الرسول بالكسوة والنفقة، ونهاها عن الخروج والدخول إلا لحاجة ضرورية، فافهم ما أقول.

قوله تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾ [الكهف: ٤٦]؛ قال بعض العلماء: الباقيات الصالحات هنَّ البنات (٣).

وقد جاء في الكتاب العزيز والخبر في أجرهن ما لا يحتمله هذا المختصر، فاقبل أيها المملوك هدايا الملوك، واعلم وتحقق أنه لو اجتمع كل عالم وعارف، وحكيم وولي، وكل مبتدع وفيلسوف وشقي لن يخلقوا ذبابة، ولعجزوا عن جبر كسر رجل نملة، ولن يصلوا جناح بعوضة، ولو جمع أحدهم مجهوده كله ودأبه.

مرَّ بعض الصالحين بكلبٍ فاستقذره، فنودي في سرِّه: أن اخلق مثله! فما سخر بعدها من شيء.

وقال بعض (٤) المشايخ: أخاف أن أسخر من كلب فأحوَّل كلبًا (٥).


(١) في (خ): إشاة ولا اختبار.
(٢) في (ق): وخير. وفي (ط): وخيرًا.
(٣) ذكره القرطبي في «الجامع لأحكام القرآن» ١٠/ ٤١٥.
(٤) في (خ): أحد.
(٥) لم أجده.

<<  <  ج: ص:  >  >>