للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرجل أهله، وتأديبه لفرسه، ورميه عن قوسه» (١)، فهذا وما كان في معناه هو من الحق، وتحضره ملائكة رب العالمين، واللهو والباطل تفرُّ منه الملائكة وتحضره الشياطين.

وكان في بعض الأحيان يلاعب الأهل، ويمزح مع الإخوان؛ تبيينًا لجواز ذلك إذا كان حقًّا، وكان في أكثر أوقاته قد شُغل عن ذلك كله بخوف الرحمن، فلم يُرَ ضاحكًا قطُّ. وكان إذا سمع أو رأى ما يعجبه تبسَّم، فكان ضحكه تبسُّمًا (٢). فيا حسرة من عصى الله وضحك، وخالف الواحد المنان.

وروي أن النبي لم يتزوج بكرًا غير عائشة (٣). وكانت من أحب نسائه إليه (٤)، وأعلم بأحكام الشرع، فلما كانت ليلة عائشة


(١) سبق تخريجه.
(٢) أخرج أحمد ٥/ ١٠٥ (٢٠٨١٠)، والترمذي (٣٦٤٥) عن جابر بن سمرة، قال: كان النبي لا يضحك إلا تبسمًا.
وأخرجه الترمذي (٣٦٤٢)، وفي «الشمائل» (٢٢٨) عن عبد الله بن الحارث بن جزء، مثله.
قال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب.
وصححه الألباني في «صحيح الجامع الصغير» (٤٨٦١).
وأخرج أحمد ٦/ ٦٦ (٢٤٣٦٩)، والبخاري (٤٨٢٨)، ومسلم (٨٩٩)، وأبو داود (٥٠٩٨) عن عائشة أنها قالت: ما رأيت رسول الله مستجمعًا ضاحكًا، حتَّى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسَّم.
قال السندي في «حاشية المسند»: قولها: لهواته، بفتحتين جمع لهاة بفتح: وهي اللحمات في سقف أقصى الفم، وقيل: هي اللحمة الحمراء المعلقة في أصل الحنك.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه (٥٠٧٧)، وابن حبان في صحيحه (٤٣٣١) من حديث عائشة، بلفظ: قلت: يا رسول الله، أرأيت لو نزلت واديًا وفيه شجرة قد أكل منها، ووجدت شجرًا لم يؤكل منها، في أيها كنت ترتع بعيرك؟ قال: «في التي لم يرتع منها». تعني أن رسول الله لم يتزوج بكرًا غيرها.
(٤) أخرجه الطبراني في الكبير ٢٣/ ٢٩ (٧٤). من حديث عائشة قالت: كنت أحب نسائه إليه.
أخرجه أحمد في مسنده ٤/ ٢٠٣ (١٧٨١١)، والبخاري في صحيحه (٣٦٦٢)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>