للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يجوز النكاح إلى بعض الأيام، أو إلى بعض الشهور والأعوام، كما فعله في طريق الحجاز بعض العَوام، فيتزوج المرأة إلى فروغ الحج والإحرام، فيقع بجهله في الباطل والحرام، وهذا زواج معلول؛ لخروج فاعله عن طريق الرسول (١)، وهو دليل على قلَّة قبول الحجِّ، والطرد وحرمان الوصول.

ومعنى قوله : «تلاعبها وتلاعبك» (٢).

اعلم أن اللعب كمين (٣) في الحيوان والآدمي، فإذا أخرجه الإنسان فيما أحلَّ الله له فيستغني بذلك عن ما حرم الله عليه. فيجوز اللعب مع الزوجة والأولاد والمرح (٤) مع العباد، إلا أن يكون غلامًا حسن الوجه، أو امرأةً أجنبية فيحرم، ويكره المرح (٥) مع الظَّلَمة وأعوانهم، والفسقة وإخوانهم، وإن أمكن أن لا ينظر المسلم لهم فليفعل؛ لأنهم ساقطون من عين الله تعالى. وكان بعض المشايخ يخرج بمريديه إلى البستان، ويقول لهم: تفرَّحوا (٦)، فكانوا يمزحون ويرقصون ويترامون بقشور البطيخ، فقيل للشيخ: لم تأمرهم بهذا؟ قال: حتى يخرج اللعب في شيء أبيح لهم، ولا يخرج في شيء حرم عليهم، ولكي لا تملَّ النفس من العبادة؛ فيعمل لهم هذا في بعض الأحيان.

وقال : «كل لهو يلهو به الرجل فهو باطل، غير ثلاث: ملاعبة


(١) وهو زواج المتعة، وقد أجمع العلماء على تحريمه.
(٢) أخرجه أحمد في «مسنده» ٣/ ٣٠٨، ٣٦٢ (١٤٨٩٧، ١٤٣٠٦)، والدارمي في «سننه» (٢٢١٦)، والبخاري في «صحيحه» (٢٣٠٩)، و (٥٠٨٠)، ومسلم في «صحيحه» (٧١٥)، وابن ماجه في «سننه» (١٨٦٠)، وأبو داود في «سننه» (٢٠٤٨)، والترمذي في «جامعه» (١١٠٠)، والنسائي في «المجتبى» ٦/ ٦١ (٣٢١٩)، وفي «الكبرى» (٥٣٢٧) من حديث جابر.
(٣) كَمِينٌ: بمعنى كامِن أي مختفي متواري. «لسان العرب» مادة: كمن.
(٤) في (خ): المزح.
(٥) في (خ): والمزح.
(٦) في (خ): تفرجوا. وفي (ط): اخرجوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>