للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النهار (١)، كذا جاء في الأخبار، فانظر إلى هذه المنَّة، واسمع قوله : «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة»، وأشار بإصبعيه (٢).

فقد تقدم أنَّ الشرع نهى عن زواج المرأة الصبيحة، صاحبة الأفعال القبيحة (٣). وأشرُّ من ذلك: مَنْ زنا بامرأة ثم تزوجها؛ ذهب بعض العلماء أنه لا يجوز، وجوَّزه الباقون (٤). وكذا من تزوج ابنته من الزِّنَى حرَّمه جماعة، وجوَّزه الباقون (٥). وكذلك المحلِّل، يزوَّج بشرط التحليل، جوَّزه جماعة (٦)، وحرَّمه (٧) الذي حرم نكاح الابنة من الزِّنَى، فهو أبو حنيفة (٨)، وكان من المحتاطين في دين الله، والذي أباح ذلك فهو الشافعي والباقون (٩)، وتركنا الدليل خوفًا من التطويل.


(١) أخرجه أحمد في «مسنده» ٢/ ٣٦١ (٨٧٣٢)، والبخاري في «صحيحه» (٥٣٥٣)، ومسلم في «صحيحه» (٢٩٨٢)، وابن ماجه في «سننه» (٢١٤٠)، والترمذي في «جامعه» (١٩٦٩)، والنسائي في «المجتبى» ٥/ ٨٦ (٢٥٧٧)، وفي «الكبرى» (٢٣٥٨)، وابن حبان في «صحيحه» (٤٢٤٥) من حديث أبي هريرة بلفظ: «السَّاعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم الليل، والصائم النهار».
(٢) أخرجه أحمد في «مسنده» ٥/ ٣٣٣ (٢٢٨٧١)، والبخاري في «صحيحه» (٥٣٠٤) و (٦٠٠٥)، وأبو داود في «سننه» (٥١٥٠)، والترمذي في «جامعه» (١٩١٨) من حديث سهل بن سعد.
وأخرجه أحمد في «مسنده» ٢/ ٣٧٥ (٨٨٨١)، ومسلم في «صحيحه» (٢٩٨٣) من حديث أبي هريرة.
(٣) ضعيفٌ جدًّا: أخرجه القضاعي في «مسند الشهاب» (٩٥٧) من حديث أبي سعيد بلفظ: «إياكم وخضراءَ الدِّمَن». فقيل: يا رسول الله، وما خضراء الدمن؟ قال: «المرأة الحسناء في المنبت السوء».
(٤) «الحاوي» ٩/ ٤٩٢ - ٤٩٣.
(٥) «الحاوي» ١١/ ٨٩٠.
(٦) «المبسوط» للسرخسي ٦/ ١٦.
(٧) الذي حرمه الشافعي وليس أبا حنيفة كما ذكر، انظر «الأم» ٥/ ٧٩ - ٨٠.
(٨) «البحر الرائق» ٣/ ٩٩.
(٩) «المجموع» ١٦/ ٢٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>