للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يأتي النساء في قول (١). وقيل: إنه تزوج. ذكر ذلك البغوي (٢) عن بعض الأكابر إما ابن عباس أو غيره، والله أعلم.

وفي الخبر أن عيسى ابن مريم يتزوج إذا نزل من السماء (٣).

وقال لعكاف: «ألك زوجة؟» قال: لا. قال: «ألك جارية؟» قال: لا. قال: «وأنت موسر!» قال: وأنا موسر. قال: «إذًا أنت من إخوان الشياطين، لو كنت من النصارى لكنت من رهبانهم، إن سنتنا النكاح، شراركم عزابكم، وأراذل (٤) موتاكم عزابكم». والحديث فيه طول وآخره: «ويحك يا عكَّاف، تزوج وإلا فأنت من المدبرين» (٥). رواه ابن الجوزي.

وقال أبو عبيدة: ليس العزوبية من أمر الإسلام في (٦) شيء؛ لأن خير هذه الأمة كان أكثرها نساء (٧)، وحث عليه ونهى عن التبتل فقال: «لعن الله


(١) انظر «تفسير الطبري» ٦/ ٣٧٧، و «تفسير ابن أبي حاتم» ٢/ ٦٤٣، و «تفسير البغوي» ٢/ ٣٥، و «تفسير ابن كثير» ٢/ ٣٨، و «الدر المنثور» ٢/ ١٨٩ - ١٩١.
(٢) انظر «تفسير البغوي» ٢/ ٣٥ من كلام سعيد بن المسيب.
(٣) أخرجه ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (١٥٢٩) من حديث عبد الله بن عمر ، بلفظ: «ينزل عيسى ابن مريم الى الأرض، فيتزوج ويولد، ويمكث خمسًا وأربعين سنة، ثم يموت، فيدفن معي في قبري، فأقوم أنا وعيسى ابن مريم من قبر واحد بين أبي بكر وعمر».
وقال: هذا حديث لا يصح.
(٤) في (خ، ق): وأرذل. وما أثبتناه من (ط) ومصادر التخريج.
(٥) أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» ١٨/ ٨٥ (١٥٨)، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (٥٥٣٩)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٥٤٨٠)، من حديث عطية بن بسر المازني.
وأخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» (١٠٣٨٧)، وأحمد في «مسنده» ٥/ ١٦٣ - ١٦٤ (٢١٤٥٠)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (٩٩٩) من حديث أبي ذرٍّ .
وقال الألباني: منكر. انظر «السلسلة الضعيفة» ١٣/ ١٣٨ - ١٤٠.
(٦) في (خ، ط): من. وما أثبتناه من (ق) ومصادر التخريج.
(٧) أما قوله: «ليس العزوبية» فلم أجده من كلام أبي عبيدة، وإنما من كلام أحمد بن حنبل، ذكره ابن الجوزي في كتابه «ذم الهوى» ١/ ٢٨٢.
وقوله: لأن خير … : فلم أجده من كلام أبي عبيدة أيضًا، وأخرج ابنُ سعدٍ في «الطبقات» ١/ ٣٧٢، وأحمد في «مسنده» ١/ ٢٣١ (٢٠٤٨)، والطبراني في «المعجم الكبير» ١٢/ ٩ (١٢٣١٣)، موقوفًا على ابن عباس ، ولفظه: عن سعيد بن جبير قال: لقيني ابن عباس، فقال: تزوجت؟ قال: قلت: لا. قال: تزوج. ثم لقيني بعد ذلك، فقال: تزوجت. قال: قلت: لا. قال: تزوج؛ فإن خير هذه الأمة كان أكثرها نساء.

<<  <  ج: ص:  >  >>