للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمن أراد الخير كله؛ فليسأل ربه أن يدخله في سنة نبيه وحبيبه ، فمن تبعه في الدنيا ألحقه الله تعالى به في الآخرة، ومَن أبَى طرده الله سبحانه عن بابه، وصرفه عن رحمته بقدرته القاهرة؛ لأن من شرط المرافقة الموافقة؛ لأن النبي تبرأ من أصحاب البدع، وقال: «سلمان منا أهل البيت» (١)، وذلك لأنه أطاع الله تعالى، ولنبيه وحبيبه اتَّبع.

وقد كره العلماء تعليم القرآن في المساجد لمن لم يبلغ الحلم من الصبيان، فما بالك بمن يجعل هذا المكان المبارك كالحانوت والدكان؟!

وهذه البدعة لا يرضى الحق سبحانه عن فاعلها حيث كان، وأين كان؛ لأنها مخالفة للسنة والقرآن، ويجب على ولاة الأمر ومن قدر على إخراج هذه البدعة من بيت الكريم المنان إخراجها؛ وزجر هذا العبد المهان.

قال الله تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ﴾ [النور: ٣٦].

وقال لمن يبيع في المسجد: «لا أربح الله لك تجارتك». ولمن ينشد الضالة: «لا ردها الله عليك، ما بنيت المساجد لهذا» (٢)، وهذا نهي فاسمعوا وعوا قول المولى: ﴿وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر: ٧].

دخل رجل لبعض المساجد فقيل له: قم من مكان الأمير؛ أنت من أي البلاد؟ قال: أنا من بلدِ المساجد التي هي لله تعالى (٣).

ومن البدعة الخارجة عن سنة النبي ما يفعله بعض المجاورين بالمسجد الحرام، فيبسطون في الحرم الشريف الخرق والمرقعات والسجادة، ثم يغيبون غيبةً طويلةً، وهذه البدعة تخالف السنة، ولا ترضي عالم الغيب والشهادة، فمن علم بذلك وعليها أقام، مَثَلُه مَثَلِ من


(١) سبق تخريجه. ولا يصح.
(٢) سبق تخريجه.
(٣) في (خ): فيها الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>