للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالخوارج كلاب النار (١). كذا جاء في الأخبار، وتوبوا من هذه البدع؛ فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له (٢). صحَّ ذلك في الأخبار، ونسأل الله لنا ولهم وللمسلمين التوبة والمغفرة، وهو الكريم الغفار.

فما أبعد هذه الطائفة عن طريق النبي والأئمة المباركة السالفة وما أقربها إلى الطائفة الهالكة، التي هي لغير طريق نبيها وصحابته سالكة؛ وقد تشبهت هذه الطائفة فيما أحدثت بقومٍ كانوا يكتبون الكتاب بأيديهم، ثم يقولون: هذا من عند الله؛ ليشتروا به ثمنًا قليلًا، فويل لهم مما كتبت أيديهم، وويل لهم مما يكسبون (٣). وقد فارقت فيما ابتدعت الجماعة، وخالفت صاحب المعجزات والشفاعة، قال صلوات الله عليه وسلامه: «من فارق الجماعة قدر شبر؛ فقد خلع ربقة الإسلام مِنْ عنقه» (٤).

وفي حديث آخر: «لا تجتمع أمة محمد على ضلالة» (٥).

وقال : «يد الله مع الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار» (٦).

وقال : «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به» (٧)، وهؤلاء القوم اتبعوا هواهم وخالفوا سيدهم ومولاهم.


(١) سبق تخريجه.
(٢) تضمين لحديث أخرجه ابن ماجه في «سننه» (٤٢٥٠)، والطبراني في «المعجم الكبير» ١٠/ ١٥٠ (١٠٢٨١) من حديث أبي عبيدة بن عبد الله عن أبيه. قال الحافظ في «فتح الباري» ١٣/ ٤٧١: إسناده حسن. وحسنه الألباني في «صحيح سنن ابن ماجه» (٤٢٤٠).
(٣) يشير بهذا إلى قوله تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ﴾ [البقرة: ٧٩].
(٤) أخرجه أحمد في «مسنده» ٥/ ١٨٠ (٢١٥٦٠)، وأبو داود في «سننه» (٤٧٥٨) من حديث أبي ذر، وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (٦٤١٠).
(٥) تقدم تخريجه.
(٦) أخرجه الحاكم في «المستدرك» ١/ ١١٥ من حديث ابن عمر، وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (١٨٤٨) دون قوله: «من شذَّ شذَّ في النار».
(٧) أخرجه ابن أبي عاصم في «السنة» (١٥)، والبغوي في «شرح السنة» (١٠٤) من حديث عبد الله بن عمرو، وقال الشيخ الألباني في «مشكاة المصابيح» (١٦٧): إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>