للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والطيران الآخران حرامان على اصطلاح هؤلاء الأشرار الخارجين في أفعالهم وأقوالهم عن كتاب الله وسنة النبي المختار.

ثم هذه الأشياء لا يفهمها إلا من كان عالمًا بأحكامهم، راسخًا في بدعتهم، فيحلون ما حرم الله، ويحرمون ما أحله الله. فيقال لهم: أيها المعتدون، قال الله سبحانه: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ﴾ [يونس: ٥٩]. وقال الله تعالى: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ﴾ [النحل: ١١٦].

وهذه القبائح لا أصل لها في الشرع، ولا يفعلها إلا كل مارق وشيطان؛ لأن كبراءهم وضعوها، وما أنزل الله بها من سلطان. وهذه البدع مخالفة لطريق سيد المرسلين، والصحابة المكرمين ولعباد الله المؤمنين، قال الله سبحانه: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: ١١٥].

وقد صحَّ أن النبي تبرأ من أصحاب البدع، اسمع أيها العبد المغرور: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور» (١). وصحَّ أيضًا أن المسلمين تفترق يوم القيامة على ثلاث وسبعين فرقة: الواحدة ناجية وهي المتبعة للنبي المختار، والباقون (٢) إلى النار (٣).

فلا تخرجوا عن (طريق النبي المختار، واعتبروا) (٤) يا أولي الأبصار؛


(١) سبق تخريجه.
(٢) في (خ): وبقية الفرق.
(٣) سبق تخريجه.
(٤) في (خ): طريقه.

<<  <  ج: ص:  >  >>