للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشجاعته، وصدقته، وشفقته (١). وقد جاء عنه أنه سئل مسألة في الفرائض وهو يخطب فلم يتوقَّف، بل قال: صار ثمنها تسعًا، أيها الناس (٢). ومضى على خطبته.

وروي أيضًا أنه ما أكل وحده، ولا منع رِفْدَه، ولا جَلَد عَبْده (٣). وكان يَصِل مَنْ قَطعه، ويُعْطِي مَنْ حرمه، ويعفو عن مَنْ ظلمه، وكان مع قوة فاقته، يُطعم الطعام، ويُديم في الحر الشديد الصيام، وكان من خلقه التواضع، والتنازل لأهل الإسلام، يبدأ من لقيه بالسلام، وكسَّر الأصنام، ونصر دين الإسلام، وكان أخًا وصهرًا، وابن عم للنبي ، وكان يصلي بالختمة المطهرة في ركعة واحدة والناس نيام (٤).


(١) كلام أبي العباس بنحوه دون قوله: «فانظر إلى هذه … »؛ نقله ابن عطاء الله الإسكندري في «لطائف المنن» ٢٢٠، وهو مما رواه ابن عطاء الله عن شيخه: أبي العبَّاس المرسي، وهذا تلميذ أبي الحسن الشاذلي، فهو شاذلي في الطريقة الصوفية لا في النسب. (ت)
(٢) أخرجه البيهقي في «السنن الكبرى» ٦/ ٢٥٣ وليس فيه أن ذلك كان على المنبر، وضعف إسناده الألباني في «الإرواء» ٦/ ١٤٦.
(٣) أخرج ابن عساكر في «تاريخه» ١٥/ ١٣٣ من حديث معاذ بن جبل أنَّ النَّبي قال لعلي بن أبي طالب: «ألا أنبئك بأشر الناس؟» قال: بلى يا رسول الله. قال: «من أكل وحده ومنع رفده وسافر وحده وضرب عبده» ثم قال: «يا علي، ألا أنبئك بأشر من هذا؟» قال: بلى يا رسول الله. قال: «من يخشى شرُّه، ولا يرجى خيره». ثم قال: «يا علي، ألا أنبئك بأشر من هذا؟» قال: بلى يا رسول الله. قال: «من باع آخرته بدنيا غيره». ثم قال: «يا علي، ألا أنبئك بأشر من هذا؟» قال: بلى يا رسول الله. قال: «من أكل الدنيا بالدين». قال ابن عساكر: وإسناد هذا الحديث مضطرب؛ فإن قدامة الثقفي لم يدرك معاذًا. وقال الألباني في «السلسلة الضعيفة» (٧١٣٥): منكر.
(٤) ورد ذلك عن عثمان ، أخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (٣٧٢٠)، والبيهقي في «السنن الكبرى» ٣/ ٢٤، وضعفه الألباني في «ضعيف سنن الترمذي» عقب كلامه على حديث (٢٩٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>