للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاحذر أيها الغافل فالسم قاتل، قال الشافعي هذه الأبيات:

كل الحوادث مبدأها من النظر … ومعظم النار من مستصغر الشرر

والمرء ما دام ذا عين يقلبها … في أعين العين موقوف على الخطر

كم نظرة فعلت في قلب صاحبها … فعل السهام بلا قوس ولا وتر

يسر ناظره ما ساء خاطره … لا خير في لذة تأتيك بالضرر

قال : «حُرمت النار على عينٍ غضَّت عن محارم الله تعالى» (١).

والبدعة الأخرى شد تكة الأمرد بين جمع من المسلمين، وهذا يوجب لهم المقت من رب العالمين. وهذه الأشياء تأتي من قلة الحياء والدين، قال : «الحياء من الإيمان» (٢)، «من لا حياء له لا إيمان له» (٣). فمن كثر إيمانه كثر حياؤه، ومن قَلَّ إيمانه قَلَّ حياؤه، ومن لا حياء له لا إيمان له.

وفي حديث آخر: «الحياء خير كله»، «الحياء لا يأتي إلا بخير» (٤)، وقال: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحى فاصنَع ما شئت» (٥).

والبدعة الأخرى شربهم الماء والملح وإضافتهم هذه المصائب لأمير المؤمنين، ويقبح أن تضاف لبعض الفاسقين.


(١) أخرجه الدارمي في «سننه» (٢٤٠٠)، والنسائي في «السنن الكبرى» (٨٨٦٩)، والبيهقي في «السنن الكبرى» ٩/ ١٤٩ من حديث أبي ريحانة.
وضعفه الألباني في «ضعيف الجامع» (٢٧٠٦).
(٢) سبق تخريجه.
(٣) أخرجه ابن عبد البر في «التمهيد» ٢١/ ١٤٢، وفي «الاستذكار» ٨/ ٢٨١ من حديث معاذ ابن جبل ، قال: قال رسول الله : «لكل دين خلق، وخلق الإسلام الحياء، من لا حياء له لا دين له». قال ابن عبد البر: من حديث الشاميين بإسناد حسن.
(٤) سبق تخريجه.
(٥) سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>