للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الدارين (١)، فليُطع العزيز (٢).

وكان حبيب العجمي يقول: نِعْمَ الربُّ ربنا، لو أطعناه ما عصانا (٣).

فما توقفت الخيرات عن المؤمن إلا لتوقفه هو، فلو ذهب عن قلب الغافل المعاصي والبدع والأكدار، لصلح هذا القلب المسكين لنزول الأنوار طَهِّر المنزلَ حتى ينزل يقول الله ﷿: لا يسعني أرضي ولا سمائي ويسعني قلب عبدي المؤمن (٤).

وإذا أراد الله بعبد خيرًا شغله به، ومن لم يرد به خيرًا شغله بغيره، والحق سبحانه انتخب لحضرته من يصلح لها، ومن لم يصلح رماه للكائنات، ومن لم تفتح له المنازل رضي بالمزابل. قال بعض العارفين:

قال لمن أعرض عنا … إن إعراضك منا

لو أردناك لأضحى … كل ما فيك يردنا


(١) في (ق): الدنيا والآخرة.
(٢) أخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» ٨/ ١٧١، ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» ١٢/ ٧، وابن الجوزي في «الموضوعات» ١/ ١١٩ وقال عقبه: هذا حديث لا يصح.
وقال الألباني في «السلسلة الضعيفة» (٥٧٥٢): موضوع.
(٣) لم أجده عن حبيب العجمي، وأخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (٩٠٨٠)، والبيهقي في «الزهد الكبير» (٧٢٠) من كلام التابعي الثقة الإمام أبي وائل شقيق بن سلمة الأسدي .
وحبيب بن محمد العجمي هو أبو محمد البصري: أحد الزهاد المشهورين الموصوفين بالزهد والورع، زاهد أهل البصرة، وعابدهم، روى عن: الحسن البصري، وشهر بن حوشب، والفرزدق شيئًا يسيرًا. وعنه: حماد بن سلمة، وأبو عوانة، وجعفر بن سليمان، وداود الطائي، ومعتمر بن سليمان، وآخرون. وكان مجاب الدعوة، تؤثر عنه كرامات وأحوال، وكان له دنيا، فوقعت موعظة الحسن في قلبه، فتصدق بأربعين ألفًا، وقنع باليسير، وعبَدَ الله حتى أتاه اليقين. مترجم في «تهذيب الكمال» (١٠٩٧)، و «سير أعلام النبلاء» ٦/ ١٤٣.
(٤) باطل، وسبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>