للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متى تلحق بهؤلاء الأبطال يا بطَّال؟ تمحو عمرك في الأكل والرقص والنوم، وتتصف بصفات القوم. تعمل عمل الفجار، وتطلب منازل الأخيار، أما سمعت قوله : «الكيِّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أَتبَعَ نفسَه هواها، وتمنَّى على الله» (١).

كان بعض الصالحين يقول عند النزع: اللَّهم إنك تعلم، ما كنت أحب البقاء في الدنيا لغرس الأشجار، ولا لجري الأنهار، لكن لظمأ الهواجر، وقيام ليل الشتاء، ومزاحمة العلماء في حلق الذِّكْر (٢).

أين هذا من فقير يأكل بالنهار، ويرقص بالليل، ويزاحم الجهال في خراب المساجد.

قال الجنيد : إذا رأيت المريد يطلب السماع، فاعلم أن فيه بقية من البطالة (٣). والله لا يحبُّ الرجل (٤) البطال.


(١) أخرجه عبد الله بن المبارك في «الزهد» (١٧١)، والطيالسي في «المسند» (١٢١٨)، وأحمد في «مسند» ٤/ ١٢٤ (١٧١٢٣)، وابن ماجه في «السنن» (٤٢٦٠)، والترمذي في «الجامع» (٢٤٥٩)، والبزار في «المسند» (٣٤٨٩)، والطبراني في «المعجم الكبير» (٣٦) و (٧١٤١) و (٧١٤٣)، وفي «مسند الشاميين» (٤٦٣)، والحاكم في «المستدرك» ١/ ٥٧ و ٤/ ٢٥١، والقضاعي في «مسند الشهاب» (١٨٥)، والبيهقي في «السنن» ٣/ ٣٦٩، وفي «شعب الإيمان» (١٠٥٤٦)، والخطيب في «تاريخ بغداد» ١٣/ ٥٠٧، والبغوي في «شرح السنة» (٤١١٦) و (٤١١٧)، من حديث شداد بن أوس .
قال الترمذي والبغوي: هذا حديث حسن.
وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري! فردَّه ابن حجر في «إتحاف المهرة» (٦٣١٥) بقوله: لا والله، بل أبو بكرٍ ضعيف جدًّا.
وضعفه الألباني في «ضعيف سنن الترمذي» (٤٣٦).
(٢) سيكرره المؤلف في مواضع، ويذكر في موضع أن سبب الحديث أن رجلًا مُدح بين يدي النبي بالكياسة فقال هذا الحديث. وليس في شيء من ألفاظ الحديث بيان هذا السبب، ولكن ورد في حديث آخر موضوع، سنذكره في موضعه.
() أخرجه أبو نعيم في «الحلية» ١/ ٢٣٩، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» ٥٨/ ٤٤٩ من كلام معاذ بن جبل .
(٣) انظر «الاعتصام» للشاطبي ١/ ٢٠٨.
(٤) في (خ): الرجال.

<<  <  ج: ص:  >  >>