للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما فعل ذلك في البيوت فإن كان بإذن أربابها فقد شاركهم الإذن في الإثم وسقط الضمان؛ لما أخربوه (١) من السقف والحيطان، وإن كان بغير إذن فحرام انضم إلى حرام، ويجب ضمان الناقص بفعل الراقص.

فعليك أيها المؤمن بالسماع، الذي يحصل به الخير والانتفاع، وهو القرآن العظيم، سماع من أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين والعارفين.

سمع صوفيٌّ قارئًا يقرأ: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً﴾ [الفجر: ٢٧ - ٢٨] فاستعادها من القارئ. وقال: كم أقول لها ارجعي ولا ترجع، وصرخ صرخةً خرجت فيها روحه.

فانظر إلى قلوب أوليائه، لما كانت واعية أثَّر فيها القرآن، طهَّروا قلوبهم من الأغيار؛ فصلحت لنزول الأنوار، طهِّر المنزلَ لشَرَفِ مَنْ يَنزلُ (٢)؛ يقول الله ﷿: «لا يسعني أرضي ولا سمائي، ويسعني قلب عبدي المؤمن» (٣).

ومن حصل له الساكن، طابت له المساكن، ومن لم تفتح له المنازل رضي بالمزابل، وكان بعضهم يقول:

إن بيتًا أنت ساكنه … غير محتاج إلى السُّرُج

ومريضًا أنت عائده … قد أتاه الله بالفرج

وجهك المأمول حجتنا … يوم يأتي الناس بالحجج

وكان الشبلي ينشد على سور عسقلان (٤):

اطلبوا لأنفسكم … مثل ما وجدت أنا

قد (٥) وجدت لي سكنًا … ليس يشبه السكنا


(١) في (ط): يخربونه.
(٢) في (خ): (طهِّر المنزل حتى ينزل). وهذا يمكن أن يضبط: (تنزل) أو: (ننزل). (ت)
(٣) باطل لا أصل له، قال ابن تيمية في «منهاج السنة» ٥/ ٢٦٢: هو من الإسرائيليات. وقال العراقي في «تخريج أحاديث الإحياء» (٢٥٩٩): لم أر له أصلاً.
(٤) في (ق): وأنشد الشبلي .
(٥) (ط): كم.

<<  <  ج: ص:  >  >>