للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويعرب القرآن؛ ففي الحديث: «من أعرب القرآن كان له بكل حرف عشر حسنات» (١).

وإعرابُه: أن يبين حروفه، ويفصل بين الكلمات، ولا يبهمه، وله أن يكرر بعض الآي لتحريك فكره لفهم معانيه، وتنبيه قلبه لاقتباس أنواره، فقد كان النبي يكرر آية واحدة في ليلته (٢).

ومن السنة أن يتعاهد القرآن لكي لا ينساه (٣).

وقيل: ما نسى المؤمن شيئًا من القرآن إلا بذنبٍ جناه؛ قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾ [الشورى: ٣٠].

وأي مصيبة أعظم من نسيان القرآن. قال : «عرضتْ عليَّ ذنوب أمتي فلم أر فيها شيئًا أعظم ممن حفظ القرآن ثم نسيه» (٤).


(١) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (٧٥٧٤) من حديث ابن مسعود بلفظ: «أعربوا القرآن فإنه من قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات، وكفارة عشر سيئات، ورفع عشر درجات».
قال الهيثمي في «المجمع» ٧/ ٣٣٩: فيه نهشل، وهو متروك.
وقال الألباني في «الضعيفة» (٢٣٤٨): موضوع.
(٢) ربَّما فعل ذلك أحيانًا، كما أخرج «النسائي» ١/ ١٥٦، وابن ماجه (١٣٥٠)، والحاكم ١/ ٢٤١، من حديث أبي ذر قال: قام النبي بآية حتى أصبحَ يردِّدُها، والآية: [إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم] [المائدة: ١١٨]. وأخرج أحمدُ ٣/ ٦٢ (١١٥٩٣)؛ من حديث أبي سعيد الخدري : أنَّ رسول اللهِ ردَّد آية حتى أصبحَ.
والحديثان من الأحاديث الحسنة، كما قال الألباني في «صحيح سنن ابن ماجه» (١١١٠)، وفي «الضعيفة» (٦٠٣٧).
(٣) أخرجه أحمد ٤/ ٣٩٧ في «مسنده» (١٩٥٤٦)، والبخاري في «صحيحه» (٥٠٣٣)، ومسلم في «صحيحه» (٧٩١)؛ من حديث أبي موسى بلفظ: «تعاهدوا هذا القرآن، فوالذى نفس محمد بيده لهو أشد تفلتًا من الإبل فى عقلها».
(٢) أخرجه أبو داود في «سننه» (٤٦١)، والترمذي في «جامعه» (٢٩١٦)، وابن خزيمة في «صحيحه» (١٢٩٧). من حديث أنس .
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وقال الألباني في «ضعيف أبي داود» (٧١): إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>